من يعلق سعادته على حدوث أمر ما، أو على شخص معين، فذلك لأنه ليس له هدف يشغل به وقته، فقط الهدف يجعلك دائمًا مستهدف للعبودية للأشياء، فدائمًا من ليس له هدف فهو مستهدف ، مستهدف من الأشياء حوله ؛ فهي تملكه لا يملكها هو.
ولذلك فإن الهدف هو الغاية التي يحاول الإنسان تحقيقَها، ويقدم الغالي والرخيص من أجل الوصول إليه، وهو ما يضحى الإنسان من أجله، وبناء على فهم الناس لماهية وجودها، وسبب حياتها تتفاوت أهدافها، وهناك الحمقى منعدمو الهدف يأكلون ويعيشون وينامون ثم يستيقظون ليأكلوا ويعيشوا ثم ينامون، وبالفعل هم قليلون؛ فحتى أدنى الناس عقلاً وحكمة، تجده ذا هدف.
أصحاب الأهداف
الناس يتفاوتون في محاولة تحقيق أهدافهم، منهم من يسعى ويحاول ولكنه يمل فيقعد، ومنهم من يجتهد ويضحي ويبذل ثم ينجح، ولذلك تجد القرآن الكريم دائمًا ما يهنئهم بأن: «أُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ»، والصنف الأول مثله كمثل الضبع ذهب للأسد وطلب منه أن يغير له اسمه، فوافق الأسد شريطة أن يحتفظ الضبع بقطعة لحم لليوم التالي، فإن استطاع فله ما أراد، فقبل الضبع ذلك، سعيًا وراء تحقيق هدفه، فانتظر وما أمر الصبر على مثل هؤلاء.. فلما جاع قال: وما الضبع إلا أجمل اسم، فأكل قطعة اللحم ولم يلعق مرارة الصبر ليذوق حلاوة الفوز.
لكن في المقابل، أعظم مخترع في العصر الحديث، توماس إديسون، (أخفق عشرة آلاف مرة) في تجاربه على المصباح الكهربائي قبل أن ينجح في اختراعه، فسأَله أحد الصحفيين قائلاً: يا سيد إديسون، لقد أخفقت حتى الآن خمسة آلاف مرة في اختراع المصباح الكهربائي، فلماذا تصر على المضي قدمًا في تجاربك؟ فأجابه: لقد أخطأت أيها الشاب، لقد نجحت في اكتشاف خمسة آلاف طريقة لا توصلني إلى ما أريد.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟حدد هدفك
حدد هدفك، لأن الهدف للإنسان كالمنار للسفينة، وكالبوصلة للطائرة، بدونها تتيه السفينة في المحيط، وتتخبط الطائرة في الفضاء، ومن ثم فإن الإنسان الناجح هو ذلك الإنسان الذي يسير ويتحرك ويتصرف ويتكلم بناء على أهداف مرسومة يعمل على تحقيقها، أما الإنسان الذي ليس له أهداف فإنه سيبقى يراوح مكانه، وإياك أن تضع أمام نفسك العقبات، فتتكاسل عن أداء واجباتك، وإنما ثق في الله واعلم أن الخير آت لا محالة، وأن الله لن يحرمك مادمت مصرًا على النجاح، وتذكر دائمًا قول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم معافى في جسده، آمناً في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها».