يسأل أحدهم إن كان أبينا آدم عليه السلام رسولا أم نبيًا؟..والإجابة وإن كان هناك بعض التباين بين العلماء، إلا أن هناك غالبية تؤكد أنه كان نبيًا، ولم يكن رسولا، وما يؤكد ذلك، أنه أول البشر، فإلى من يبعث، إن كان رسولا؟.. وبالتالي فهو نبي فضلا عن كونه أبو البشر.
روى ابن حبان في صحيحه من حديث أبي أمامة أن رجلًا قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، مُكَلَّمٌ».
والفرق بين النبي والرسول في الإسلام هو أن الرسول بعثه الله برسالة وشرع جديد؛ أما النبي فهو من نزل عليه الوحي من الله ليدعو لعبادة الله على أحد المناهج أو الشرائع التي أنزلها الله على رسله من قبل.
نبوة آدم
وأما فيما يخص نبوة آدم، فالأدلة عديدة وكثيرة، ومنها، قوله تعالى: « كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ » (البقرة: 213)، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة: «أَنَّ النَّاسَ يَذْهَبُونَ إلَى نُوحٍ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ».
وهذا نص صريح بأن نوحًا أول الرسل، وعلى ذلك يكون آدم أول الأنبياء بدليل الآية في قوله تعالى: « فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ » (البقرة: 37)، وقوله تعالى: « وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا » (طه: 115).
اقرأ أيضا:
انفجار الماء.. من نبي الله موسي إلى محمد خاتم الأنبياءآدم الرسول
وفي قول آخر أن آدم عليه السلام كان رسولا، فقد دلت الآيات القرآنية على أن الله تعالى أوحى إليه وأمره بشرع كان يطبقه في حياته هو وذريته، فمن ذلك قوله الله تعالى: «وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا» (البقرة:31)، ومن ثم فإن قصة ابني آدم تدل على أن لهم شريعة من الله تعالى، فهذا كله من الأدلة على أن آدم كان نبياً ورسولاً إلى ذريته، ولكن ما جاء في حديث الشفاعة في الصحيحين وغيرهما، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال فيه: ...... فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض.....
فإن العلماء قالوا بعد بحث طويل يرجع إليه في مواضعه: «إن آدم وشيث عليهما السلام، كانا نبيين مرسلين قبل نوح عليه السلام إلا أن آدم أرسل إلى بنيه ولم يكونوا كفاراً بل أمرهم بتعليم الإيمان وطاعة الله، وأما شيث فكان خلفا له فيهم بعده، بخلاف نوح فإنه مرسل إلى كفار أهل الأرض. وهذا أقرب من القول بأن آدم وشيث لم يكونا رسولين».