لكي تكون أسعد الناس بالإسلام.. احرص على هذه الأشياء
بقلم |
محمد جمال حليم |
الثلاثاء 23 يوليو 2024 - 12:24 م
لا يمكن مقارنة الإسلام بغيره من الأديان، فالإسلام دين سماوي ارتضاه الله تعالى لعباده وضمته كل مع يحقق السعادة والرفاهية ويحفظ الحقوق ويضمن الواجبات واعطى كل شيء قدره، وبهذا فإن وضعه مع غيره ظلم له.
كيف تتحقق السعادة بالإسلام؟
وتحقيق السعادة والتنمية بالإسلام تتوقف على معرفة نصوصه والوقوف عليها فى كل أمر تريد أن تخطو فيه خطوة، ثم هناك نقطة أخرى وهى ضرورة فهم هذه النصوص فهما صحيحا ومعتبرا يتماشى مع مستجدات الحياة . كما تتحقق سنة سعادتك اذا رضيت بما قسمه الله لك ولم تنظر لما في يد غيرك فصرت قنوعا راضيا تحب الخير للغير ولا تقف عند حدود نفسك ورغباتك، ترى الآخرين جزءا منك تتألم لألمه وتسعد لسعادته.. ساعتها تشعر انك اسعد الناس بالإسلام
تكريم الإسلام لأتباعه: ما من شك لمن كان له بصر يبصر أو عقل يعقل أن الإسلام حافظ على كرامة اتباعه كما لم يحفظه دين غيره، فلقد اهتمَّ الإسلامُ منذ أول لحظة بدأ فيها رسول الله تبليغ الدّعوة، اهتمّ بالإنسان وأكّد على حريته وكرامته وقيمته مهما كان نوعه أو جنسه أو توجّهه، وأنشأ النبي دارًا لتربية الإنسان والاهتمام به، بل بالغ الإسلام يوم أن جعل دماء الإنسان أقدس من هدم الكعبة حجرًا حجرًا، بل جعل زوال الدنيا أهون عند الله من قتل إنسان: ففي الحديث: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» فبناء الإنسان والحفاظ على بنيانه أهمّ من بناء الحجارة والعمران!!! وفي الحديث: (ما أطيبك وما أطيب ريحك، ما أعظمك وما أعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم حرمة عند الله حرمة منك ماله ودمه).
مظاهر تكريم الإسلام للإنسان: مظاهر تكريم الإسلام للإنسان بغض النظر عن اتباعه كثيرة ويتاكد هذا التكريم لمن ينتسب اليه، ومن صور هذا التكريم أن الله خلقه في أحسن تقويم: {لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} ونفخ فيه من روحه: {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ}. {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُواْ لَهُ سَـٰجِدِينَ} وأمر الملائكة بالسجود لآدم: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـٰئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ}. وتعليم آدم الأسماء كلها: {وَعَلَّمَ ءادَمَ ٱلأسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَـٰئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِى بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ . قَالُواْ سُبْحَـٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ} وجعل الإنسان خليفة في الأرض: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِى ٱلأرْضِ خَلِيفَةً} وتفضيل الإنسان على كثير من المخلوقات: {....وَفَضَّلْنَـٰهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} ثم تسخير المخلوقات للإنسان: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا في ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَا في ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مّنْهُ إِنَّ في ذَلِكَ لآيَـٰتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.. أن الله وهب له الحياة ذلك السر الذي به يحيى بين الناس ، وهذه الحياة هبة ربانية وليست عطية بشرية ومن ثمّ فلا يقضي بانتهائها إلا خالقها: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا اسْتَيْقَظَ يقول: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ» يَشْكر الله على ردّ روحِه إليه؛ لأنّ الحياة هبة من الله وملك الله وليست حتى ملك الإنسان نفسه.
حرم الإسلام على إيذاء الإنسان عمومًا ولو ببث الشائعات عنه، وحمّل الإسلام من يؤذيه -بغير حق- الإثم الظاهر والعذاب الأليم؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58]. مع تغليظ وتشديد الجُرْم على كل ما يؤدّي إلى ترويعه وإرهابه وإرعابه بأي وسيلة، ولو برفع حديدة في وجهه.