بقلم |
عامر عبدالحميد |
الاثنين 02 سبتمبر 2024 - 07:34 ص
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اطلبوا الحوائح إلى حسان الوجوه". وجاء في حديث آخر: «اعتمد لحوائجك الصباح الوجوه، فإن حسن الصورة أول نعمة تتلقاك من الرجل» .
آداب وفوائد في طلب الحاجة:
1-قال أحد الوجهاء: فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها، وأشد من المصيبة سوء الخلف منها. 2- وذكر الأصمعي قال: لا تطلبن حاجتك إلى كذاب فإنه يقربها وهي بعيد ويبعدها وهي قريب.. ولا إلى أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، ولا إلى رجل له عند من تسأله الحاجة مأكلة ، فإنه لا يؤثرك على نفسه. 3- وقال التابعي ميمون بن ميمون: لا تطلبن إلى لئيم حاجة، فإن طلبت فأجله حتى يروض نفسه. 4- ونصح أحد العارفين أحد مقربيه فقال : عطاء الحوائج عند الشباب أسهل منها عند الشيوخ، ثم قرأ قول يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم.. وقول يعقوب: "سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم". 5- وقال أبو عباد الكاتب: لا تنزل مهم حوائجك بالجيد اللسان، ولا المتسرع إلى الضمان، فإن العجز مقصور على المتسرع، ومن وعد ما يعجز عنه فقد ظلم نفسه وأساء إلى غيره، ومن وثق بجودة لسانه ظن أن في فصل بيانه ما ينوب عن عذره وأن وعده يقوم مقام إنجازه. 6- وكان شبيب بن شيبة رجلا شريفا يفزع إليه أهل البصرة في حوائجهم، فكان إذا أراد الركوب تناول من الطعام شيئا ثم ركب، فقيل له. إنك تباكر الغداء، فقال: أجل، أطفىء به فورة جوعي، وأقطع به خلوف فمي، وأبلع به قضاء حوائجي، فخذ من الطعام ما يذهب عنك النهم، ويداوي من الجوع. 7- وقال رجل لآخر في كلامه: أيدينا ممدودة إليك بالرغبة، وأعناقنا خاضعة لك بالذلة، وأبصارنا شاخصة إليك بالشكر، فافعل في أمورنا حسب أملنا فيك، والسلامة. 8- وأتى رجل لصديقه، فلم يسأله أحد من حشمه شيئا إلا قال: لا، فقال: أقلّ من قول: «لا» فإن لا ليست في الجنة، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سئل ما يجد أعطى، وإذا سئل ما لا يجد قال: «يصنع الله» .