من لطائف الدين الإسلامي أنه يخفف على أتباعه ويغمرهم بالبشريات والفضائل التي تسلي قلوبهم، ومن هذا أن من مات له طفل صغير وصبر على فراقه واحتسب كان له أجر كبير فعن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد.
شفاعة الطفل لأبويه:
أما شفاعة الولد لوالديه فقد ذكرها جمع من أهل العلم، وحتى إن الهيثمي بوب عليها في غاية المقصد، وهناك أحاديث تشير إلى فضل من مات له ولد، وأنه يدخل الجنة بسببه وشفاعته، ففي الحديث: ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث ألا تلقوه من
أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
بشريات لمن مات له طفل صغير:
وقد وردت الكثير من الأحاديث التي تحمل بشريات كثيرة لمن مات له طفل صغير فصبر ورضي ولم يجزع ففي الحديث: "أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا حجابا من النار. قالت امرأة: واثنان قال: واثنان". متفق عليه. وفي الحديث: لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم. متفق عليه. وفي الحديث: صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه فيأخذ بثوبه فلا ينتهي حتى يدخله الله وأباه الجنة. رواه مسلم. وفي الحديث: أن السقط يجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني. وفي الحديث: ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله بفضل رحمته إياهم الجنة، يقال لهم: ادخلوا الجنة، فيقولون حتى يدخل آباؤنا فيقال: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم. رواه النسائي وصححه الألباني. وفي الحديث: ما من
مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا جيء بهم يوم القيامة حتى يوقفوا على باب الجنة فيقال لهم ادخلوا الجنة فيقولون حتى يدخل آباؤنا فيقال لهم ادخلوا أنتم وآباؤكم. رواه الطبراني وصححه الألباني.
كيفية الصلاة على جنازة الطفل:
وقد بين أهل العلم أن الصلاة على الطفل الذي لم يبلغ الحلم، كالصلاة على الكبير، غير أنه لم يثبت عن النبي بسند صحيح أنه علم أصحابه دعاء آخر للميت الصغير، غير الدعاء الذي علمهم للميت الكبير، بل كان يقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا. كما عرفت. وأخرج مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد أنه قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: صليت وراء أبي هريرة على صبي لم يعمل خطيئة قط، فسمعته يقول: اللهم أعذه من عذاب القبر، لكن بما أن الصبي لا ذنب عليه، فإن بعض أهل العلم استحب أن يكون مكانَ الاستغفار له الدعاءُ لوالديه.