التيسير على الناس ومعاونتهم وإدخال الفرحة عليهم عبادة من العبادات الرائعة التي وعد اله عليها بالثواب الجزيل والأجر العظيم.
ومما يدخل الفرحة على الآخرين مساندتهم في محنهم والتخفيف عنهم قدر الوسع والطاقة ومما يسعدهم إقراضهم إن احتاجوا للمال ليسدوا به حاجتهم الضرورية فإن هذا يعنهم على قضاء أمورهم لا سيما في الأزمات والمحن؛ فأبواب الخير كثيرة.. فإذا كنت مقتدرًا تاجر مع الله فلن تجد مشروعًا أبدًا يعطيك كل يوم مثل مالك كله إلا التجارة مع الله.
إنظار المعسر:وقد بين الله تعالى في كتابه الكريم أحكام الاستدانة والإقراض فكانت اكبر آية في القرآن الكريم هي آية الدين؛ قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ...".
كما بينت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فضل وجزاء من يقرض غيره لحاجة كما بينت جزاء من ينظر المعسر ففي الحديث عَنْ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ) قَالَ ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ ) قُلْتُ : سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ ، ثُمَّ سَمِعْتُكَ تَقُولُ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ ؟ قَالَ: (لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ ، فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ فَأَنْظَرَهُ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ). رواه أحمد.
وقد قال تعالى عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله سبحانه: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة}، قال: نزلت في الدَّين. وبحسب هذه الرواية تكون الآية عامة في كل من كان له قِبَلَ رجل معسر حقٌّ من أي وجهة كان ذلك الحق، من دَيْن حلال أو ربا. وذهب إلى القول بهذه الرواية -إضافة إلى ابن عباس- مجاهد وجماعة من المفسرين، قالوا: إن الآية عامة في كل دَيْن.
عن أبي الْيَسَرِ رضي الله عنه عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ). رواه مسلم.
التصدق على المعسر: ومن أبواب الخير الجميلة والتي هي بمنزلة اعلى م إنظار المعسر أن تجاوز عنه وتتصدق عليه بما عليه من دين وي منزلة رفيعة قال تعالى: "وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ".