الشعور بالوحدة من أكثر الأشياء التي تؤرق الإنسان في حياته، فقد يكون حولك من الأصدقاء العشرات بل المئات، ولكن لا تشعر مع أحدهم بأي شيء إيجابي، وتشعر أنك تفضل الوحدة على ألا تقابلهم، فالوحدة شعور يتلبس الكثيرين، خاصة في عصر الثورة الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أصبح التهنئة والعزاء عليها، وأصبحت العلاقات العاطفية والأخوة مجرد كلمات تنتهي أثرها بمجرد المرور عليها، خاصة أثناء انتشار جائحة كورونا.

لكن ما علاقة طريقة التعامل مع المشاعر السلبية بزيادة أو نقصان شعورنا بالوحدة؟

يقول التقرير المنشور على " إذاعة صوت ألمانيا دويتش فيله" إن الوحدة قد تجعلك أكثر عرضة للإصابة بأمراض مختلفة نفسية وجسدية، تبدأ بالاكتئاب والأرق ولا تنتهي عند السكتات الدماغية والجلطات وزيادة الوزن، حسب ما أثبتته دراسات عدة.

ولكن بحسب التقرير يبقى السؤال: لماذا يشعر البعض بالوحدة؟.

يكشف التقرير المنشور أن الإجابة تكمن في وسائل التواصل الاجتماعي التي نقلت التواصل بين البشر بعيداً عن العالم الواقعي إلى الافتراضي.

وأضاف أن جائحة كورونا قد تساهم في توليد الشعور بالوحدة نتيجة سياسات احتواء الجائحة والتباعد الاجتماعي. وقد يكمن السبب وراء الوحدة في الشخص نفسه، عندما يجد صعوبات في التواصل مع غيره أو يعاني من ضيق مزمن في الوقت أو يخاف من الرفض أو لكونه انطوائياً.

ونقل التقرير عن دراسة، نظر فيها باحثون من جامعات هارفارد وستانفورد وكيرتن وجامعة غرب أستراليا في عامل آخر افترضوا أنه قد يعزز الشعور بالوحدة، حيث اعتمدوا في محور الدراسة على السؤال التالي: ما هو تأثير الطريقة التي نتعامل بها مع المشاعر على مستوى شعورنا بالوحدة؟.

خرج الباحثون بنتيجة وهي أن التأثير "هائل" بين الشعور بالوحدة وطريقة التعامل مع المشاعر السلبية.

وتبين أن بعض المشاعر السلبية تزيد من الشعور بالوحدة كإمعان التفكير المفرط، ولوم النفس أو الغير، وتخيل سيناريوهات كارثية، وقمع المشاعر السلبية، والانسحاب من الحياة الاجتماعية، ورفض الدعم العاطفي من الغير.

ماهو الحل؟

تقول الدراسة: "إذا عرف السبب بطل العجب. وهذا يعني أن التعرف على مكمن الخلل وتجاوزه يعني الوصول لبر الأمان. غير أن الأمر ليس بتلك السهولة هنا، كما بينت مجلة "بريغيت" في مقال عن الدراسة.

وأضافت أنه في الغالب من الصعب تغيير الآليات الفردية التي نحاول بها تنظيم المشاعر السلبية؛ إذ إن الأمر يتعلق جزئياً بعوامل وراثية وبالتربية والخبرات الحياتية السابقة.

ومع الإقرار بصعوبة الأمر، يشجع الباحثون أولئك الذين يعانون من الوحدة على التعامل مع المشاعر السلبية من خلال التأمل الذاتي.

فماذا تفعل عندما تحدث مشكلة مع عزيز عليك أو تتعرض لنكسة في عملك، هل تجد تلجأ لكبت الغضب داخلك وتغرق في ساعات من التأمل بدلًا من البحث الجاد عن حل؟ هناك آليات أكثر صحة لمعالجة مشكلتك، على سبيل المثال، لقاء شخص لتحكي له ما بداخلك.

اقرأ أيضا: