اليسع عليه السلام هو أحد أنبياء بني إسرائيل وينتهي نسبه إلى الخليل إبراهيم عليه السلام، وقد تعددت الأقوال في صلة القرابة ما بين نبييّ الله إلياس واليسع -عليهما السلام-، فقيل بأنهما أبناء عم، وقيل بأن اليسع يكون ابن أخ إلياس -عليهما السلام-، وقيل بأن اليسع هو تلميذ إلياس -عليهما السلام-.
وقد أوجز القرآن الكريم الحديث عن حياة اليسع عليه السلام فلم يذكر عنها شيئاً، وإنما اكتفى بذكره في مجموعة الرسل الكرام الذي يجب الإيمان بهم إجمالا وتفصيلاً. ورسم الاسم في المصحف بلام واحدة، ولكن قرئ بوجهين: بتشديد اللام المفتوحة وإسكان الياء (اللَّيسَع) وبتخفيف اللام وفتح الياء الْيَسَع.
لقد ذكر الله اليسع في القرآن الكريم، فقال -تعالى-: (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ، وقال -تعالى-: (وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ). بعدما رفع الله -سبحانه وتعالى- إلياس -عليه السلام-، خلف من بعده نبي الله اليسع -عليه السلام-، فكان إلياس قد دعا له، فنبّأه الله أنّه سيكون نبياً بعده.
وقد تميّز نبي الله اليسع بالحكمة والرشد منذ صغره، فقد قيل بأنّه قد سميّ بهذا الاسم لسعة علمه، ولسعيه لطلب الحق أينما كان، فكان يلاحق بني اسرائيل فيبيّن لهم خطأهم ويوضّح لهم الصواب، حتى كرهوه، واستنفروا منه، وكان يدعو إلى توحيد الله -سبحانه وتعالى- متّخذًا شريعة إلياس -عليه السلام- طريقًا له، ودعى قوم إلياس -عليه السلام-، فطارده بنو اسرائيل للقضاء عليه، إذ إنه كان متخفيًّا بجبل قاسيون.
وقد روي أن اليسع قال لمن معه: أيكم يكفل لي أن يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب، ويكون معي في درجتي ويكون بعدي في مقامي؟ قال شاب من القوم: أنا. ثم أعاد فقال الشاب: أنا، ثم أعاد فقال الشاب: أنا، ثم أعاد فقال الشاب: أنا، فلما مات قام بعده في مقامه فأتاه إبليس بعدما قال ليغضبه يستعديه فقال الرجل: اذهب معه. فجاء فأخبره أنه لم ير شيئا، ثم أتاه فأرسل معه آخر فجاءه فأخبره أنه لم ير شيئا، ثم أتاه فقام معه فأخذ بيده فانفلت منه فسمي "ذا الكفل" لأنه كفل أن لا يغضب، وهو النبي ذو الكفل عليه السلام.
وسار نبي الله اليسع -عليه السلام- على شريعة إلياس -عليه السلام- ومنهاجه، حتى قبض الله -سبحانه تعالى- روحه.
اقرأ أيضا:
ابتلاءات لم يصبر عليها إلا إبراهيم.. كيف ضرب "الخليل" المثل في الرضا بها؟اقرأ أيضا:
أصحاب السبت تحايلوا على أمر الله.. فماذا كان مصيرهم؟