يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (الأعراف 180).. ومن أبرز الأسماء التي وردت في القرآن الكريم، وثبت أنها من أسماء الله عز وجل، هو اسم الله (السميع).
فالله هو (السميع) الذي لا يغفل عن عبده أبدًا، يسمع مناجاته ويسمع خطابه، ويسمع صوته ويسمع صمته، يعرف مطلوبه من مطلوب غيره، لا تشتبه عليه النبرات، ولا تشتبه عليه الطلبات، وهذه قمة الخصوصية مع الله.. فالله هو (السميع) الذي يعطي عبده من الوقت ما لا يستطيع أن يعطيه بشر، فهو معه في كل وقت وكل مكان.
قال تعالى: «هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» (الحديد 4).
"السميع" في بالقرآن
اسم الله السميع مذكور في القرآن الكريم، في أكثر من موضع، وقيل نحو 45 مرة، ومن ذلك قوله تعالى: « وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » (البقرة: 127)، وقوله تعالى أيضًا: « قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ » (المجادلة: 1).
والآية الأخيرة، أكبر دليل على أن الله يسمع كل شيء، إذ يسمع دبيب النملة في بيتها، فكيف له لا يسمع أعمال وتصرفات الآدميين أينما كانوا؟.. فهو من فوق سبع سموات سمع المرأة التي تشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أن زوجها ظاهرها (أي قال لها أنتي علي كظهر أمي)، فنزلت هذه الكلمات تتلى حتى يوم القيامة، تأكيدًا على أنه الله يعلم ما يجري في سلطانه وملكه كبيره وغيره، ولا يخفى عليه شيئ في الأرض ولا في السماء.
اقرأ أيضا:
الفرق بين الكرم والسفه.. بطون المحتاجين أولىسميع الدعاء
أيضًا بخلاف أن الله عز وجل يسمع كل ما يحدث في الكون كله، فهو يسمع دعاء المضطر، ومن ثم يجيبه، فليس بينه وبين عباده حجاب أبدًا، ولا وسيط، وإنما فقط يرفع المؤمن يده إلى السماء يسأل الله أي شيء، فتأتيه الإجابة من غير حول منه ولا قوة، قال تعالى: «إنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ » (إبراهيم: 39)، أي: مجيب الدعاء، كما أنه يسمع رافع الصوت وخافضه، ولا يتشتت أبدًا بين هذ أو ذاك.
قال تعالى: « سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ » (الرَّعد: 10)، فهو السميع الذي قد كمل في سمعه، فاستوى في سمعه سر القول وجهره، قال تعالى: «مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ » (لقمان: 28).