أخبار

هل يجب الصلاة على النبي كلما ذكر اسمه؟

أطعمة "خارقة" تجنبك أمراض القلب.. تعرف عليها

دراسة: تنظيف الأسنان يوميًا يحميك من خطر السرطان

أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"

وقفة مع النفس.. كل العالم بداخلك وأنت غافل عنه

ديونك كثيرة ولا تستطيع السداد.. الزم هذه الأذكار تستجلب معونة الله لك

ما هي أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان؟.. تعرف على الإجابة من القرآن

الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. فضائل وأسرار

خطيبي يهددني بفيديو فاضح يسلمه لأهلي إن لم أستجب لطلباته المتجاوزة.. ماذا أفعل؟

لماذا أصاب الله المسلمين بالذل وهم خير أمة؟.. القرآن يجيب

في صالون عبد الحميد إبراهيم.. السنوسي: "الوسطية العربية" مذهب أدبي وفكري يعبر عن هويتنا

بقلم | فريق التحرير | الاثنين 10 يناير 2022 - 11:08 م
أوضح السنوسي محمد السنوسي، ماجستير الآداب في الدراسات الإسلامية، أن الناقد والمفكر الراحل د.عبد الحميد إبراهيم طرح مشروعه المتميز الرائد في "الوسطية العربية"؛ باعتبارها مذهبًا أدبيًا وفكريًا يعبِّر عن هويتنا ويتيح لنا الأصالة الحضارية، كما يمكِّننا من التفاعل مع غيرنا، بحثًا عن الحكمة أينما وُجدت.
وأشار "السنوسي"، خلال محاضرته الافتتاحية لصالون د. عبد الحميد إبراهيم، إلى أن الناقد الراحل لفت انتباهه مبكرًا الاهتمامُ بالمذاهب الأدبية الغربية، بينما يغيب الحديث عن وجود مذهب أدبي عربي، مما دفعه للبحث عن ذلك، ووجد ضالته حين طالع تفسير الطبري لقوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، حيث فسر الطبري "الوسط" بـ"العدل".. وأن العدل في أحد معانيه اللغوية يفيد: الموازنة بين الشيئين وضبطهما، فلا يَطغى جانب على آخر، كالميزان القائم تتعادل فيه الكفتان.. وهنا توصل إلى مفتاح السر وهو كلمة "الوسطية".
وأضاف: "الوسطية العربية" كما أصَّل لها عبد الحميد إبراهيم، هي: تَـجاوُرُ الشيئين أو المتضادين مع تمايزهما، وأن هذا التجاور لا يعني أن نعيشهما معًا، وإنما أن نوازن ونعدل بينهما لكي نصل إلى "الصراط المستقيم". فالخير والشر يتعايشان داخل المخلوق الآدمي؛ لأن إلغاءهما من طبيعة الجماد، وإلغاء الشر من طبيعة الملائكة، وإلغاء الخير من طبيعة الشيطان.
ولفت إلى أن "التفكير الثنائي" موجود عند كل الأمم، ولكنه يتخذ صورة مميزة عند كل حضارة؛ ولهذا تختلف "الوسطية العربية" عن: عدالة أفلاطون، وسطية أرسطو، الوسط الصيني، ثنوية فارس، تعادلية توفيق الحكيم.
وذكر "السنوسي" أن د. عبد الحميد إبراهيم حدد ملامح الوسطية العربية في: الجمع بين الشيئين، والتوازن بينهما، وفي الحركة بينهما وصولاً إلى السكينة. وأن جوهر الإسلام: نظرةٌ وُسطى لا تغلِّب جانبًا على حساب الجانب الآخر، ووضوح واستقامة، وحركة بين الأشياء مستمرة لا تهدأ، ما دام المرء يعيش حالة الرجاء والخوف معًا، وهي حركة هادفة لا تصل إلى حد القلق المرضِي، لأنها محوطة بعناية الله؛ ولا تبتغي الوصول إلى السكون إنما إلى السكينة.
وأضاف: فرَّق د. عبد الحميد إبراهيم بين "التلفيقية" التي هي شيء خارج عن الفكر، وتعني النفاق وإمساك العصا من الوسط، من جهة.. وبين "التوفيقية"، من جهة أخرى، والتي يمكن أن تَدخل الفكرَ، لكنها تخلو من الموقف، فصاحبها يقرأ النظريات ويوفق بينها دون أن يصل لرؤية خاصة.. وبين "الوسطية" من جهة ثالثة؛ حيث رأى أن الوسطية تحاور المذاهب والأفكار وتأخذ الصالح منها.. لا تنفي الغير، ولا تقع تحت تقليده، وإنما تتبنى موقفًا ينعكس على رؤيتها.
وتطرق "السنوسي" إلى "المحاور الفكرية" لعبد الحميد إبراهيم؛ موضحًا أنها تتمثل في مشروعه الفكري "الوسطية العربية"، وفي موقفه من الانتماء الحضاري، والتفاعل الحضاري، ورؤيته لأهمية اللغة العربية وثرائها.. وللمصطلحات والمذاهب الأدبية وتأكيد أنها بِنْتُ بيئتها الحضارية.

اقرأ أيضا:

سؤال محير عن سرقة "القرامطة" للحجر الأسود.. هذه إجابتهكما تطرق إلى ملامح "الشخصية الفكرية" لعبد الحميد إبراهيم، متمثلة في الموسوعية حيث تجاوَزَ التخصص الدقيق وقرأ في مختلف العلوم لصياغة مشروعه.. وفي الإنصاف مع المخالف والتحلِّي بالنَّفَس الهادئ للمعالجة.. والبحث عن الحكمة أينما وُجدت.. والمراجعة الفكرية وعدم الجمود، إضافة إلى الشجاعة الفكرية كما في موقفه من الدكتور طه حسين، الذي انتقل من التماهي معه إلى الدعوة لتجاوزه؛ لأن عظمة طه حسين وعظمة جيله، لا تكون بالتركيز على تلك الشخصية والتعبد بآرائها؛ ولكن تكون بالبحث عن امتدادها، وتلمُّسِ الأجيال التي تغني حياتنا الأدبية.
وأضاف: توقَّف عبد الحميد إبراهيم في الجزء الثالث من "الوسطية" بفصل كامل عند كتاب طه حسين (مستقبل الثقافة في مصر)، الذي صدر سنة 1938م.. ورأى أنه يمثل "وثيقة إعلان انتصار النموذج الأوروبي"، وقال عنه: إن هذا الكتاب يسحب اتجاهنا نحو الساحل الشمالي للبحر الأبيض المتوسط، بينما صِلاتنا نحن تأتي بأن نتجه إلى سيناء ثم الجزيرة العربية ثم إلى مكة.
بدوره، أكد د. حسام الزمبيلي، رئيس الصالون، أن الوالد الراحل عبد الحميد إبراهيم قدم "الوسطية العربية" للتعبير عن مذهب أدبي عربي أصيل، ينطلق من الذات ويتحاور مع الآخر، ويبحث عن الحكمة أينما وُجدت.
وأشار إلى أن الوالد كان حريصًا على إبراز الهوية العربية الإسلامية في الأدب والفكر، وعانى في ذلك فكريًا معاناة شديدة، بسبب الحرص على الغوص في التراث وتأصيل أفكاره ورؤاه.
وذكر "الزمبيلي" أن اللغة العربية لغة محفوظة بوجود القرآن الكريم الذي ضمن لها الخلود، لكنها تحتاج لمزيد من الدعم حتى تصير لغةَ العلم والحضارة كما كانت في سابق مجدنا الحضاري.
من جانبه، استعرض د. محمد صالحين، أستاذ الفكر الإسلامي بكلية دار العلوم- المنيا، والأمين العام للصالون، أهمَّ بنود "دستور الصالون"، والتي تتمثل في العناية بخدمة اللغة العربية وترسيخ الهوية ودعم الباحثين.
وأشار "صالحين" إلى أن الصالون فكري وأدبي وثقافي، وسبق له عقد ثلاث فعاليات، لكن توقف بسبب أزمة كورونا، وسيواصل نشاطه في خدمة الأدب واللغة والثقافة.
وأضاف: "الصالون" يشمل عدة فقرات تتصل بإبراز إسهامات الدكتور عبد الحميد إبراهيم، بجانب التطرق لموضوعات عامة من نخبة من الأكاديمين والمهتمين بالأدب والفكر والثقافة.
حضر "الصالون" أدباء وإعلاميون وباحثون؛ منهم الدكتور حسن علي، الأديب عبد الحافظ بخيت متولى، الإعلامي د.محمد سعد الحداد، م. محمد نجيب مطر، الصحفي صابر رمضان، الشاعر محمد فايد عثمان.
والدكتور عبد الحميد إبراهيم ناقد وأديب ومفكر، ولد بمحافظة الأقصر عام 1935م. حصل على الدكتوراه من دار العلوم. وتولى عمادة كلية الدراسات العربية بالمنيا. أسس وأشرف على مهرجان طه حسين بالمنيا لثلاثة عشر عامًا، ونشر أكثر من خمسين كتابًا في الأدب والنقد والحضارة العربية الإسلامية، ومئات المقالات في الصحف والمجلات. فاز بجائزة "رجاء النقاش للنقد الأدبي" في دورتها الأولى. وتوفي في 10 يناير 2012م.
من أهم كتبه: موسوعة الوسطية العربية- مذهب وتطبيق (9 أجزاء). نقاد الحداثة وموت القارئ. القصة اليمنية المعاصرة. الأدب المقارن من منظور الأدب العربي- مقدمة وتطبيق. طه حسين- الوثائق السرية.

اقرأ أيضا:

من "المآذن العالية" إلى "بدر" (حكايات يرويها الأبطال في ذكرى انتصار العاشر من رمضان - السادس من أكتوبر)

الكلمات المفتاحية

السنوسي محمد السنوسي عبد الحميد إبراهيم الوسطية العربية المذاهب الأدبية الغربية الوسطية حضارة ملامح الوسطية العربية

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أوضح السنوسي محمد السنوسي، ماجستير الآداب في الدراسات الإسلامية، أن الناقد والمفكر الراحل د.عبد الحميد إبراهيم طرح مشروعه المتميز الرائد في