بقلم |
محمد جمال حليم |
الجمعة 28 ابريل 2023 - 12:11 م
أفعال البر كثيرة فلم يخلق الله الإنسان ويتركه فى الدنيا بلا توجيه بل ارسل له الرسل وانزل عليهم الكتب التى تدلهم على الطريق المستقيم.
ضابط اعمال البر: والملاحظ أن أفعال البر كثيرة ومتعددة ولا تتوقف على شكل واحد بل لها صورة متعددة حيث إن البر له ضوابط عامة منها أن تكون مشروعة وان تؤدى للنفع وألا يراد بها غير وجه الله وأن يفعلها حسبة لله لينفع نفسه ومجتمعه.
صور البر: ومن صور اعمال البر الصيام والصدقات والكلم الطيب ومساعدة الفقراء وإعانة المحتاجين وإغاثة الملهوف وقيام الليل وتلاوة القرآن والإحسان إلى الجار ، والإحسان إلى الوالدين وغير ذلك من أعمال الخير. ويكفى أن نلمح إلى أن البر شيء هين وجه طلق وكلام لين ومعنى هذا أن البر قد لا يحتاج إلى صعوبة ومشقة لكنه قد يتحصل بالسير من الأعمال ويكون اجره مضاعفا بقدر إخلاص النية لله وحده.
من البر كف الأذى: واقل البر ألا تضر فإنه إن لم تستطع أن تنفع غيرك فلا أقل من أن تمنع عنه لذلك وهذا أقل البر فمجرد كف الأذى عن الناس باب من أبواب الخير، وصدقة يتصدق بها المرء على نفسه؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله. قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها. قلت: فإن لم أفعل؟ قال: تعين صانعا، أو تصنع لأخرق. قال: فإن لم أفعل؟ قال: تدع الناس من الشر، فإنها صدقة تصدق بها على نفسك. رواه البخاري. ورواه مسلم بلفظ: تكف شرك عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك.
وقد نقلت الأمانة العلمية لإسلام ويب ما قاله الصنعاني في شرح الجامع الصغير: "صدقة منك على نفسك" أي تؤجر عليه كما تؤجر على الصدقة، وقال ابن هبيرة في الإفصاح: في هذا من الفقه إن الإنسان إذا ضعف عن أن يعمل الخير، فينبغي أن يكون أقل أحواله الكف عن الشر، فإنه إذا لم يطق أن يعمل خيرًا، فلا أقل من أن لا يعمل شرًا. وهذا من غاية تنبيهاته - صلى الله عليه وسلم - ولطفه في حسن الموعظة. وقوله: (فإنها صدقة منك على نفسك) في هذا من الفقه أن الإنسان إذا أتى شيئًا من الشر، فقد عرض نفسه لاحتمال العقوبة على ذلك الشر، فإذا كف عنه فقد تصدق على نفسه بإراحتها من احتمال تلك العقوبة حين لم يمكنه أن يسعى في أن يحصل لنفسه الفوائد والغنائم، فلا أقل من أن يتصدق عليها بأن لا يعرضها من البلاء لما لا تطيقه.