أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، لكن هناك من قد يسجد بشكل خاطئ فيضيع على نفسه هذا الفضل العظيم، وهو فضل القرب من الله سبحانه وتعالى.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «اعتدلوا في السجود ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب»، أي اعتدلوا واسجدوا بهيئة مناسبة بالتوسط بين الانقباض وتداخل أعضاء الجسد في بعضها، وبين البسط والافتراش.
وفي رواية أخرى، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش السبع»، والافتراش بأن يمد المرء يديه وذراعيه ويجعلهما على الأرض كأنهما يدا الكلب أو الأسد الرابض على الأرض.
اسجد واقترب
السجود يجعل الإنسان أقرب ما يكون من الله عز وجل، لذلك حث الله عز وجل نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم على ضرورة السجود، فقال حين كان يعاديه أبي جهل أمام الكعبة: «وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ»، وهو ما أكده النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم في الحديث: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء».
فسجدة واحدة لله خير من الدنيا وما فيها، لأن فيها السر الأبدي بين العبد وربه، ولا يمكن أن يستمع الله عز وجل لعبد ويرده أبدًا، خصوصًا في السجود، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحدٌ، حتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها».
اقرأ أيضا:
أدرك عمرك قبل فوات الأوان بهذه الطاعاتالعودة للدنيا
ومن عظيم السجود، أن الإنسان بعد مماته، يتمنى لو يعود للدنيا فقط كي يسجد لله عز وجل، ويؤكد ذلك بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مر على قبر دفن حديثًا، فقال: «من صاحب هذا القبر»؟! فقالوا: فلان، فقال: «ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون يزيدهما هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم».
أي أن الناس يرغبون عن الدنيا حتى تكون السجدة الواحدة أحب إليهم من الدنيا وما فيها، وهو ما أكده المولى عز وجل في قوله تعالى: «خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ » (القلم: 43).