عزيزي المسلم، هل تعي أنك تستطيع الجمع بين أفضل وأعظم وأحسن الصفات.. فقط أن تتقي الله عز وجل فتصل لأفضل المراتب، وأن تتواضع، فهي أحسن الصفات، وأن تحسن إلى الناس ولو آذوك، فإنه أجمل الأعمال، وأن تداوم على سؤال الله عز وجل بأن يرزقك الجنة برحمته فهو لاشك أرحم الراحمين.
وعليك بالتقوى كما بين الإمام الحسن البصري، وهي الابتعاد عن الكثير من الحلال مخافة الوقوع في الحرام، ثم عليك أن تعلم أن التقوى هي الدرجة التي سترفعك إلى مقام الإحسان.
قال تعالى: « لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ » (المائدة: 93)، وبذلك تكون قد حققت أفضل المراتب وأحسن الصفات معًا.
لماذا التقوى؟
أوتدري عزيزي المسلم، لماذا يجب عليك أن تتقي الله، لأن المتقين هم أحباب الله عز وجل، ولأنهم في أعلى المراتب بين الناس، لأنه باختصار من يحبه الله لا يمكن إلا أن يضعه الله بين أعلى المراتب.
قال تعالى: «أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ » (يونس: 62 - 64)، ولمّ لا والمتقون هم أكرم الناس عند الله، قال تعالى: « إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ » 0الحجرات: 13)، فإذا اتقيت الله نلت درجة الإحسان إذن، وسرت بأعين الله وبصيرته.
يقول الله تعالى في حديثه القدسي: «من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني، وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته».
الفضل الحقيقي
عزيزي المسلم، اعلم يقينًا أنه لن يفضلك الله إلا بتقواك له، ولن يرفع قدرك إلى مرتبة الإحسان، إلا بالمزيد من الخشوع والخضوع له سبحانه، فقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي نضرة رضي الله عنه، قال: حدثني من سمع خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق أنه قال: «يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى، أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله».
وكان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، كثيرًا ما يوصي أصحابه بالتقوى ويبدأ بها خطبه ووصاياه، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث سليمان بن بريدة عن أبيه أنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرًا».
اقرأ أيضا:
الفرق بين الكرم والسفه.. بطون المحتاجين أولى