أسباب كثيرة تدعو الإنسان للتخلص من حياته ويخرج من دنياه التي يراها ضيقة خانقة لعالم آخر يظن فيه ويلتمس فيه السعة والبعد عن المشكلات.
وأيا ما كانت الأسباب التي تدعو المسلم لمفارقة الحياة بالانتحار فإنه ينبغي التذكير بأن المسم محاط بعناية علوية عليه ان يلجأ إليها في كل ما يضره يشكو لربه يلجا إليه كمثل من أشرف على الهلاك وهو في البحر فادعو ربهم فالمؤمن صلته بربه هي الحبل النجاة وعليه ان يتذكر عدة امور واقية تكون حلا لكل أزماته ومشاكله.
أنك مطالب بالسعي فقط:
ليعلم المؤمن ان الله تعبده لا بتحصيل الرزق بل بالسعي فقط فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه فقط عليه ان يخرج ويسعى والرزق محسوم مكتوب مقدر يبحث عنك كما تبحث أت عنه وربما تأخيره لحكمة لا يعلمها إلا الله مأجور فلا يضيق صدرك بقلة المال .
وليعلم المؤمن أن الثقة بالله تمنح القلب السكون إلى الحق مع وقوفك عليها، وهذا يعني عدم تعلق القلب بما في أيدي الناس، والوثوق بما في يدي الله تعالى، وهذه هي حقيقة الثقة بالله تعالى، وينضم إلى ذلك اليقين الراسخ بأن الله لا يخلف وعده، وأنه على كل شيء قدير، قال تعالى: وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [الروم:6]، وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة:20].
الثقة بالله:وتحقيق الثقة بالله يلزم له التعلق بحبل الله المتين وصراطه المستقيم وتجديد الصلة بالقرآن وتدبّره، وتفهّم معانيه، والإكثار من ذكر الله تعالى، مع حضور القلب، وفقه المعنى، ومدارسة أسماء الله تعالى وصفاته، وإحصاؤها.
اجعل الآخرة همك:وليعلم المؤمن أن ما فاته من الدنيا لا يستحق الندم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت الآخرة همّه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة. ومن كانت الدنيا همّه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
تقوى الله سبيل النجاة:وأن سبيل الإصلاح هو تقوى الله لا غير ومن ثم عليك أن تتقي الله تعالى وتخافه وتتكل عليه وتعتمد عليه بقلبك، وليكن خوفك منه وطمعك فيه، وتكثر من سؤاله العافية في الدنيا والآخرة، ولتعلم أن الأمور كلها بقدر الله، فما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فإذا اعتقدت هذا استرحت من هذه المخاوف وتبددت آمال الشيطان في وسوستك.
أيضا على المسلم أن يعلم أن ما يصيبك من خير أ شر هو خير له فلماذا الحزن والقنوط واليأس والإحباط قالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.
لكل داء دواء: