مع تزايد الشكاوى بين الناس من انتشار أهل النفاق في هذا الزمان، بات على كل مسلم يخشى على نفسه ودينه، من الوقوع في مثل هذه الأمور، أن يتعلم كيف يحمي نفسه من الوقوع في هذا الفعل الذي يتنافى بالكلية مع حقيقة الإسلام وجوهره النقي.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «مَن صلى لله أربعين يومًا في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كُتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق»، والمقصود هنا حث المسلم على المبادرة والإسراع والتبكير إلى المسجد وإدراك تكبيرة الإحرام مع إمامه؛ والذي ينبغي على العبد أن يحرص على أن يدرك الجماعة من أولها، وأن يدرك تكبيرة الإحرام خلف الإمام، حتى يضمن فضل الصلاة في وقتها، وفضل أن يبرأه الله عز وجل من النفاق، فأي فضل هذا؟.. بالتأكيد لا يوجد ما هو أفضل من ذلك.
المواظبة على الصلاة
المواظبة على الصلاة في وقتها مهمة جدًا، فقد أجمع علماء الإسلام على أن الصلوات الخمس لا بد أن تؤدى في أوقاتها المحددة، فلا يجوز أن يصلي أحدهم الظهر مثلا بعد العصر، وهكذا، إذ لابد لكل وقت أن يكون في وقته، كما لا يحل لامرئ مسلم أن يصلي قبل الموعد للصلاة المفروضة.
قال الله عز وجل: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا»، وقد توعد المصلين الذين يخرجون الصلاة المكتوبة عن وقتها، فلا يصلونها إلا بعد خروج وقتها، فقال سبحانه: « فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ » (الماعون: 4، 5)، ومن ثم فإن تأخير الصلاة عن وقتها الذي يجب فعلها فيه عمدًا من كبائر الذنوب.
اظهار أخبار متعلقة
حال المنافقين
أول علامات النفاق تأخير الصلاة، أو تأجيلها، فلا يجوز لأي مسلم أن يؤخر صلاة العصر بلا عذر حتى اصفرار الشمس، ومن يفعل ذلك فهو آثم، لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «وقت العصرِ ما لم تصفر الشمس»، ولما رواه أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تلك صلاة المنافقين, تلك صلاة المنافقين: تلك صلاة المنافقين، يجلس أحدهم حتى إذا اصفرت الشمس فكانت بين قرني شيطان، أو على قرني الشيطان، قام فنقر أربعًا لا يذكر اللهَ فيها إلا قليلً».
لذا إياك أن تلهيك أموالك أو أولادك، عن الصلاة في وقتها، فقد قال الله سبحانه وتعالى: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » (البقرة: 238)، فكونوا ممن أثنى الله عليهم، فقال فيهم: « رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ » (النور: 37).