جاء في الحديث الشريف، يقول الله تعالى: " لأسألنّ الحجر لم نكب الحجر ولأسألن العود لم خدش العود".
وفي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء".
القصاص بين البهائم:
1-وقد اختلف الناس في حشر البهائم وفي جريان القصاص فكان ابن عباس يقول : حشرها موتها قال وحشر كل شيء الموت إلا الجن والإنس فإنهما يوافيان يوم القيامة.
2- وقال معظم المفسرين: إنها تحشر ويقتصّ منها وهو قول قتادة قال يحشر كل شيء حتى الذباب وهو الصحيح لقوله تعالى :" وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون".. فهذا دليل حشرها ودليل جريان القصاص بينها إخبار النبي صلى الله عليه وسلم : " إنه يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء نطحتها يوم القيامة".
3- قال صحاب سراج الملوك قال أبو الحسن الأشعري رحمه الله :" لا يقطع بإعادة البهائم والمجانين ومن لم تبلغه الدعوة".. ويجوز أن يعادوا ويدخلوا الجنة ويجوز ألا يعادوا.
4- وقال أبو ذر انتطحت شاتان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال :" أتدرون فيما انتطحتا قلت لا أدري قال لكن الله يدري وسيقضي بينهما وما يقلب طائر بجناحيه في السماء إلا ذكرنا منه علما".. وقال أبو ذر إن الرجل ليسأل عن نكبة أصبع الرجل
5- وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لا يأتيني أحدكم على رقبته بعير له رغاء وعلى رقبته بقرة لها خوار وعلى رقبته شاة تنعر".
اقرأ أيضا:
الفرق بين الكرم والسفه.. بطون المحتاجين أولى تساؤل:
فإن قيل القصاص هو جزاء على جناية مخالفة لأمر والبهائم غير مكلفة ولا عقول لها ولا جاءها رسول والعقول لا يجب بها شيء عندكم على العقلاء فضلا عن البهائم؟
الجواب:
أنها ليست مكلفة لأن من ضرورة التكليف أن يعلم الرسول والمرسل وذلك من خصائص العقلاء وهما الثقلان فإذا لم يكونا مكلفين كانوا في المشيئة يفعل الله بهم ما يشاء كما سلط عليهم في الدنيا الذبح والاستسخار فلا اعتراض عليه سبحانه يفعل في ملكه ما يشاء لا اعتراض عليه من تنعيم وتعذيب وإذا جاز أن يؤلم البهيمة ابتداء جاز أن يؤلمها لما ذكرنا من الاقتصاص والآية محمولة على من يعلم الرسول والمرسل ثم إن لم يجر عليهم القلم في الدنيا فإنما رفع القلم عنها في الأحكام ولكن فيما بينهم يؤاخذون به.
فوائد:
1-وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" اقتلوا الوزغ فإنه كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام"، فهذه عجماء عوقبت على صنيع جنسها.
2- وقد ضرب موسى الحجر الذي فر بثوبه وبنو إسرائيل تنظر عورته.
3- وروي في تفسير قوله تعالى :" وقودها الناس والحجارة" ، أنها التي نكبت الناس في الدنيا.
4- وروي أن المسيح مر بجبل فسمع أنينه فسأله عن ذلك فقال سمعت الله يقول وقودها الناس والحجارة فلا أدري أكون من تلك الحجارة أم لا؟