لا يجوز الدعاء بالإثم وقطيعة بالرحم .. فما معنى ذلك؟
بقلم |
محمد جمال حليم |
الاثنين 20 مايو 2024 - 12:10 م
يستحب الدعاء على كل حال فالمؤمن دائما متعلق قلبه بالله تعالى منشغل يذكره وعبادته لا ينفك عن دعائه ورجائه. اللهم عاملنا بما أنت أهله: ومن الأدعية التى يرددها البعض قولهم اللهم عاملنا بما نحن أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله فأنت أهل التقوى وأهل المغفرة، وهذا الدعاء وإن لم يرد بنصه فى السنة فقد روى ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات بإسناده عن القاسم بن عمرو العَنْقَزِي، قال: " دعا قوم يونس حين أخذهم العذاب: ربنا افعل بنا ما أنت أهله، ولا تفعل بنا ما نحن أهله " فعلى هذا لا حرج في الدعاء به. من شروط الدعاء: والمؤمن يدعو الله بما شاء من الأدعية العمة والمطلقة التى يريدها من الله تعالى أن يمنحه إياها أو يدعوه أن يصرف عنه الشرور والمكاره والعقبات بأي صيغة إذ لا يشترط في الدعاء المدعو به أن يكون مأثورًا، وإنما يشترط أن يخلو مما فيه محذور شرعي، ففي الحديث الذي رواه مسلم، وغيره: لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ. وفي تفسير القرطبي: وَمِنْ شَرْطِ الْمَدْعُوِّ فِيهِ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْأُمُورِ الْجَائِزَةِ الطَّلَبِ وَالْفِعْلِ شَرْعًا، كَمَا قَالَ: (مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ)، فَيَدْخُلُ فِي الْإِثْمِ كُلُّ مَا يَأْثَمُ بِهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَيَدْخُلُ فِي الرَّحِمِ جَمِيعُ حُقُوقِ الْمُسْلِمِينَ، وَمَظَالِمِهِمْ. ومعنى الدعاء بما ليس فيه قطيعة رحم الدعاء بما فيه ضرر زيارتي عليه شرورفلا يجوز للمسلم أن يدعو بهذا النوع من الأدعية لما فيه من الاعتداء في الدعاء المنهي عنه شرعا. ولما فيه من القطيعة بين المسلمين ، قال الله تعالى: [ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ] (لأعراف:55).
التنوع فى الدعاء: من هنا جاء التنوع فى صيغ الأدعية التى يدعو بها الناس على اختلاف أزمانهم وأماكنهم وأحوالهم، ولا شك أن الدعاء لنا ورد فى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فيه خير كثير لكل من يدعو به وهو أرجى بالإجابة.