قد يظن البعض عند تعرضه لابتلاء صحي أن الحياة توقفت منذ تلك اللحظة التي أصيب فيها جسده بعلة أو مرض عضال، حتى إن نظرته تتغير كلية، ويسيطر على وجدانه حالة من الانهزامية، بينما هناك من ينظر إلى الأمر من منظور مغاير، حيث تكون تلك اللحظة هي الفارقة في مسيرته للتغير نحو الأفضل وتحقيق الأهداف والغايات المنشودة.
ومن هذا النموذج الأخير، هذا الشاب العشريني، الشيخ أحمد محروس، أو كما يلقب بـ "الشيخ المعجزة"، الذي بات يمثل أيقونة حية في محيط سكنه، وأصبح يمثل للكثيرين نموذجًا يحتذى به في الصبر على الألم، ومقاومة المرض، والروح المليئة بالعزم والمثابرة.
وكانت صورة تم تداولها مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت "محروس"، وهو يحمله والده على كتفه، لتلقى رواجًا واسعًا وإشادة بالغة.
وأظهرت التفاصيل أن الشاب الذي يسكن في قرية منيل سلطان بمركز أطفيح بمحافظة الجيزة، يعاني من مرض "العظام الزجاجية"، الذي يجعله معرضًا للكسر من أقل شيء، مما يجعل أسرته تضطر إلى حمله في أغلب الأحيان.
إلى جانب أنه مولود كفيف البصر، حيث اكتشفت أسرته ذلك بعد 40 يومًا من ولادته، لتبدأ رحلته مع حفظ القرآن في سن مبكرة، لكنه لم يتمكن من إتمام حفظه في غضون سنوات قليلة، إلى أن واتته الفرصة في المرحلة الثانوية، حيث تمكن خلال فترة وجيزة من إتمام حفظه، بتشجيع من أحد معلميه، وحصل على إجازات في حفظه، ونال المركز الأول على مستوى محافظة الجيزة.
اظهار أخبار متعلقة
أيقونة ملهمة
يقول "الشيخ المعجزة"، إنه تحول إلى أيقونة ملهمة ونموذج يحتذى به بين العائلات، وكذلك القرى المجاورة، مشيرًا إلى أنه مؤمن بالقضاء والقدر ويعتبر مرضه منحة من الله، وأيقن أن يكون له بصمة فى المجتمع، وبدأ رحلته التعليمية وحفظ القرآن الكريم، وفق ما نشر موقع "اليوم السابع".
وأضاف خلال مقابلة مع الإعلامي عمرو الليثي عبر برنامجه "واحد من الناس" على قناة "الحياة": "هناك لحظات كثيرة مرت علي في حياتي وهي في الكشف الطبي التى يصل إلى يوم كامل، والتنمر علي من الطلاب، والتي دعمتني وحولني الكلام السلبي إلى إيجابي وعلى أثره تكرمت في العديد من المحافل".
وتابع: "والدي كان داعمًا لي وكان له بصمة منذ ولادتي في رحلة المشقة والفحوصات التي وصلت إلى 7 سنوات، ولا يوجد يوم من الأيام رفض دعمي وأب مثالي بكل ما تحويه الكلمة".
وقال والد الشيخ أحمد محروس: "أعمل موظفًا ولدي 4 أولاد خلاف الشيخ، الحمد لله دي محبة من عند ربنا وابني أعز الناس إلي وبشيله وأجري على الجامعة بسبب أنه معرض للكسر لو نزل على الأرض، وقبل كده اتكسر فضل 7 أشهر عشان يخف".
وقالت والدته: " اكتشفنا أن عنده ضمور فى الشبكية بعد 4 شهور من ولادته، وبعدها تبين أنه عنده مرض التقوس وفى دخوله الجامعة وتبين أنه لديه مرض عظام الزجاج، وحافظ القرآن الكريم وحصل على العديد من الجوائز، ويصلي ويخطب صلاة الجمعة فى القرية".