كثيرة هي الأمور التي أوجبها الله عز وجل علينا، لكن للأسف هناك أوامر تناساها الناس، حتى باتت من الماضي، ومن ذلك، فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
عن حذيفة رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «والذي نفسي بيده لتأمُرنّ بالمعروف ولتنهوُنّ عن المنكر أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم».
الدعاء مرتبط بالأساس بالدعوة إلى الله والنهي عن المنكر، فكيف بقوم يستجيب الله لهم، وهم بالأساس لا يدعون الناس للهدى.
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال « يا أيها الناس تقرءون هذه الآية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ)، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله تعالى بعذاب منه».
كيفية الأمر بالمعروف
قد يتصور البعض أن الأمر بالمعروف، يستوجب الغلظة، وهذا ليس من الإسلام في شيء، لأن الله عز وجل نبه خير الآنام صلى الله عليه وسلم، بأنه لابد أن يكون لينًا، فقال تعالى: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ».
فالكلم اللين والطيب هو الذي يأتي بنتيجة، بينما القسوة لا تأتي إلا بنتيجة عكسية، فمهما كانت الأسباب والظروف على المرء أن ينصح غيره بالحسنى، ولكن إياه أن يتطاول أو أن يتجاوز، وإلا عليك نفسك.
عن عتبة بن أبي حكيم عن عمرو بن حارثة عن أبي أمية الشعباني عن أبي ثعلبة أنه سأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « بل ائتمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا ، وهوى متبعا ، ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بنفسك ودع عنك العوام ، فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر ، للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجر خمسين رجلا منا أو منهم قال : لا بل أجر خمسين منكم ».
اقرأ أيضا:
كيف تستعد ارمضان من الآن؟.. تعرف على أهم الطرق والوسائلابدأ بأهلك
كن في أهلك الناصح الأمين، وكما قلنا بالحسنى، لعل وعسى أن تنبت جيلا يعي جيدًا ما له وما عليه، ولا يقع فيما حرم الله عز وجل أبدًا.
فمن حديث حذيفة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصلاة ، والصيام ، والصدقة ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر»، لكن لا تستضعف نفسك، أو تقول (وأنا مالي)، لأن الإسلام يحملك مسئولية دوام استقرار المجتمع كونك أحد أركانه، فتدخل في الوقت المناسب، وبالشكل المناسب، فلا تجرح ولا تفضح، وإنما فقط انصح بالخير.