تسجيل المكالمات والإسكرين شوت.. من خيانة أمانة المجلس التي نهى عنها الإسلام
بقلم |
محمد جمال حليم |
الاثنين 15 ابريل 2024 - 04:06 م
إن مما عمت به البلوى في عصر السماوات المفتوحة والانتشار الوساع لوسائل التكنولوجيا خيانة المجالس .. وهذه الخيانة اختلفت صورتها عما كانت عيه من قبل. ففي السابق كان نقلك للكلام الذي أسر به غير لك أو الثرثرة ونشر أخبار الناس وأسرارهم من الخيانة لكن هذه الصور الآن تطورت بفعل التقدم الرهيب في عصر التكنولوجيا فأصبحت حين تتكلم مع الآخر أو تراسله على إحدى وسائل التواصل تخشى أن يخون كلامك او يسجل مكالمتك أو يأخذ إسكرين شوت لرسايلك ويرسلها لغيرك. إن من يفعل هذا بلا شك خائن للمجلس خائن للأمانة لا يؤتمن على الكلام ولا يوثق في الحديث معه وينبغي نصحه ألا يفعل فإن فعل وكرر يجتنب التعامل معه حتى يتوب عن هذه المعصية.
أمانة المجالس في الإسلام: لقد اهتم الإسلام بحفظ الأمانات بصفة عامة لاسيما المجالس التي لها حق ومن هذا ما ورد عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المجالسُ بالأمانةِ إلَّا ثلاثةَ مجالسَ سفكُ دمٍ حرامٍ أو فرجٌ حرامٌ أو اقتطاعُ مالٍ بغيرِ حقٍّ"، عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أربعٌ من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَصْلةٌ منهن كانت فيه خَصْلَةٌ من النفاقِ حتى يدعَها: إذا اؤتُمِنَ خانَ، وإذا حدَّثَ كذبَ، وإذا عاهدَ غَدرَ، وإذا خاصمَ فجرَ " [رواه البخاري]. وفي الحديث عن عبد الله بن عمرو عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: " أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا يضرَّنَّك ما فاتك مِن الدُّنْيا: صِدْق حديث، وحِفْظ أمانة، وحُسْن خليقة، وعفَّة طُعْمة". فحفظ أسرار الناس ورسائلهم يتم بموجب عهد معروف بين الطرفين فمن وثق في شخص وقال له سرا أو كتب إليه رسالة على الخاص أو استشارة في أمر فلا ينبغي أن نخون عهده ونفضح سره ال تعالى: ﴿ ..... وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ﴾ [الإسراء من الآية 34]، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المؤمنون 8]، قال تعالى: ﴿وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾.
صور خيانة الأمانة في عصر التكنولوجيا: لقد انتشرت خيانة أمانة المجاس في عصر التكنولوجيا حتى أمست ظاهرة وتتخذ مظاهر كثيرة منها: -تجد أحدهم يجالسك و يكلمك و إذ به يصورك خفية أو يسجل حديثك دون علمك ولا إذنك و هو يعلم أن ذلك من خيانة المجالس . قال النبي محمد ﷺ : " إنما المجالس بالأمانة " - منهم من يكلمك هاتفياً و يسجل مكالمتك دون إذن منك و هو يعلم أن ذلك من خيانة المجالس -ومنهم من ترسل له رسائل على الواتس آب أو الماسنجر مكتوبة أو صوتية فيقوم بتصوير الشاشة ويرسلها لبعض الأشخاص أو يتداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون أخذ إذن منك و هو يعلم أن ذلك من خيانة المجالس -ومنهم من يتحدث معك هاتفياً و يفتح مكبر الصوت (الإسبيكر) دون علمك حتى يسمع من بجواره كلامك و قد يكون فيه أسرار وخصوصيات أو يكون ذلك للوقيعة بينك و بين بعض الأشخاص فيكون بمثابة السعي بالنميمة والتفريط بأمن الجليس. فاتقوا الله في أنفسكم وفي من يجالسكم ولا تحكموا فى موضوع حتى تتثبتوا وإن حدث فلا تعاندوا وتتمادوا.