قال الله تعالى :" إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".
الولاية أمانة وكان سبب نزول هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة وتسلم مفاتيح الكعبة من بني شيبة طلبها منه العباس ليجمع له بين سقاية الحجاج وسدانة البيت فأنزل الله هذه الآية، فدفع مفاتيح الكعبة إلى بني شيبة.
آداب ومواعظ:
1-يجب على الإمام أن يولي على كل عمل من أعمال المسلمين أصلح من يجده لذلك العمل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من ولي من أمر المسلمين شيئا فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين فقد خان الله ورسوله والمؤمنين".
2- ويروى ذلك من قول عمر رضي الله عنه قال من ولي من أمر المسلمين شيئا فولى رجلا لمودة أو قرابة بينهما فقد خان الله ورسوله والمسلمين.
3- وعن يزيد بن أبي سفيان قال: قال أبو بكر حين بعثني إلى الشام يا يزيد إن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمارة وذلك أكثر ما أخاف عليك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من ولي من أمر المسلمين، شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم ومن أعطى أحدا حمى الله فقد انتهك في حمى الله شيئا بغير حقه فعليه لعنة الله أو قال تبرأت منه ذمة الله).
4- وجاء في الصحيحين عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها".. وقوله (وكلت إليها) أي أسلمت إليها فضعفت عنها.
5- وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سأل القضاء وكل إلى نفسه ومن أكره عليه نزل ملك يسدده).
اقرأ أيضا:
أدرك عمرك قبل فوات الأوان بهذه الطاعاتفائدة عظيمة:
1-فلا ينبغي تولية من طلب القضاء لأن الولايات أمانات وتصرف في أرواح الخلائق وأموالهم فالتسرع إلى الأمانة دليل على الخيانة وإنما يطلبها من يريد أكلها ومن ائتمن خائنا على مواضع الأمانات كان كمن استرعى الذئب على الغنم.
2- ومن هذه الخصلة تفسد قلوب الرعايا على ملوكها لأنه إذا أكلت حقوقهم أموالهم فسدت نياتهم وأطلقوا ألسنتهم بالدعاء والتشكي.
3- وفي أخبار القضاة أن قاضيا قدم إلى بلد فجاءه رجل له عقل ودين فقال أيها القاضي أبلغك قول النبي صلى الله عليه وسلم (من قدم للقضاء فقد ذبح بغير سكين) فقال نعم.
قال: فبلغك أن أمور الناس ضائعة في بلدنا فجئت بخبرها قال لا قال فاشهد أني لا أطأ لك مجلسا ولا أؤدي عندك شهادة.