أخبار

طلوع الشمس من مغربها هل يعني تعظيم الحضارة الغربية؟

فوائد مذهلة للتوت الأزرق.. يحسن ضغط الدم ويقوي الذاكرة

5 نصائح لا تفوتك لإنقاص الوزن والحفاظ عليه للأبد

كل الأخطاء مغفورة عند الله.. إلا هذا الذنب

كيف تشكر الناس بطريقة تجعلهم أسرى في خدمتك؟

عجائب بني إسرائيل.. أغرب النهايات في قصة العجوزين

تعلم من رسولنا المصطفى كيف تتعامل مع أزمة زيادة مصروف البيت

لماذا المؤمن في مأمن من الخوف؟ وكيف يتعامل مع الحزن؟ (الشعراوي يجيب)

7طاعات عليك الالتزام لتصل إلى مرتبة الأدب مع الله .. خلق الأنبياء وجوهر العبودية

تعرف على ما ورد عن النبي في تسوية الإمام للصفوف قبل الصلاة

هل الجنة بحسن الظن أم العمل؟.. نصائح نبوية لتكن من أهلها

بقلم | أنس محمد | السبت 27 ابريل 2024 - 10:49 ص

يختلف الكثير من المسلمين حول أهل الجنة، هل يدخلها أهل الظن الحسن بالله، بغض النظر عن أعمالهم، أم يدخلها أهل العمل، بغض النظر عما في قلوبهم؟، فالبعض يرى أن الجنة لأهل الظن الحسن بالله والذين يعتقدون أن الله يأخذ الناس بقلوبهم ونواياهم فقط وهو اعلم بالمتقين، بغض النظر عن العمل، قائلين كما يقول المثل الشعبي: " ربك رب قلوب"، والفريق الاخر يعتقد ان الجنة مهرها العمل فقط، فلا يكفي الإنسان أن يكون طيبا ونواياه حسنة ولكنه لا يصلي، فالإنسان لا يدخل الجنة إلا بالعمل، وذلك حتى لا يكون هناك ظلما للعاملين المجتهدين ومساواتهم بالفريق الأخر لمجرد نواياهم الطيبة.

فلمن أوجب الله عزو وجل الجنة؟ لأهل العمل الصالح أم لأهل النوايا الطيبة؟.

الجنة بالأمل أم بالعمل؟


يحسم النبي صلى الله عليه وسلم الجدل، بكلمات عبقرية، تكشف لنا عظمة الله عز وجل، حينما يكشف أن الله وهو الرحمن الرحيم غني عن عباده، وأنه سبحانه وتعالى تعاظم على هذا الجدل، لأنه يؤتي من يشاء بغير حساب ودون عتاب، لماذا أدخل هذا الجنة أو أدخل هذا النار، فالله جل وعلا هو الحق وهو الملك، المتكبر صاحب الفضل والملكوت، الذي حينما ينعم على الإنسان فهو ينعم عليه برحمته وفضله، فليس هناك ما يوجبه الإنسان على الله عز وجل من الجنة أو غيرها، إلا أن يشاء الله أن يفعله، فمن يملك أن يقول أدخل هذا الجنة بعمله، أو أدخل هذا الجنة بنواياه الطيبة.

لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في مجمل هذه المعاني كلاما عبقريا، جاء فيما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَارِبُوا وَسَدِّدُوا وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَلا أَنْتَ، قَالَ: وَلا أَنَا إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ .

فحين تتحدث عن أهل النوايا الطيبة والظن الحسن في الله فلن تجد أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم، وحين تتحدث عن اهل العمل الصالح والجهاد العظيم فلن تجد عملا أو جهادا يماثل جهاد النبي صلى الله عليه وسلم، ومع كل هذا يسأله الصحابة حينما قال لهم لن يدخل أحد الجنة بعمله: "ولا أنت يارسول الله؟"، فأجابهم قاطعا : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته".

قد يفهم الناس من الحديث فهماً خاطئاً فيعتقدون أن الجنة بالأمل وليست بالعمل فإذا فهم الناس هذا الفهم هلكوا، فالنبي الكريم في هذا الحديث يبين مجموعة من الحقائق الدقيقة في العقيدة: الجنة سببها العمل الصالح ولكنها بفضل الله عز وجل وليس من الصعب أن توفق بين أن تكون الجنة بالعمل، وبين أن تكون الجنة بفضل الله عز وجل، هي بفضل الله قولاً واحداً لكن فضل الله عز وجل لا يناله إلا من دفع الثمن ألا وهو العمل، فإذا دفع الثمن وظننت أن هذا الثمن هو كل شيء عندئذٍ لن تصل إلى الجنة.

فأنت لن تبلغ الجنة مهما قمت من عمل صالح، أو كنت صاحب النوايا الحسنة، إلا إذا تيقنت أنها بفضل الله، (فقالوا: ولا أنت ؟ قال: ولا أنا).

فالإنسان إذا عمل عملاً صالحاً واستقام على أمره وظن أنه استحق الجنة استحقاقاً قطعياً، وأنه أخذها بجهده، وعرق جبينه، ومجاهدته نفسه وهواه، هذا خطأ كبير، وإذا ظن أن الجنة ليست بالعمل لكنها للأمل أيضاً وقع في خطأ كبير.

فمن الخطأ أن ينتشر بين العوام من الناس، التوكل على الأمل ويترك العمل، وبعدهم فهم هذا الحديث أن الجنة بالعمل فقط، ويكون بذلك استغنى عن الله عز وجل، فهناك معاني دقيقة منها أنه سبحانه وتعالى إلاه ومعنى إلاه لا يجب عليه شيء فهو خالق الكون رب العالمين لا إلاه إلا الله، فليس عليك أن تتفاوض معه دفعت زكاة وقمت بالحج فأين الجنة ؟ من أنت لتفعل هذا ؟ أنت عبد، هذه حقيقة أساسية في العقيدة، الذي ترجوه منه بفضله وعملك ثمن لفضله، عندما تدفع ثمن شيء نقول: أن هذا ثمن يكافئ هذه الحاجة.

اقرأ أيضا:

كل الأخطاء مغفورة عند الله.. إلا هذا الذنب

كيف تدخل الجنة؟


فأنت حينما تسأل نفسك كيف تكون من أهل فضل الله وتدخل الجنة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يجيبك على الفور في بداية حديثه الشريف، بقوله: " سددوا وقاربوا".

فالمقاربة القصد الذي لا غلو فيه، فليس عليك إلا أن تسدد أي تعمل وتجتهد، وأيضا أن تقارب أي تكون وسطيا، ولا تيأس من رحمة الله، وأن تحسن الظن فيه، فأحياناً يمكن أن تبالغ، فخير الأمور الوسط، الاعتدال والتوسط بين التطرف هو المنهج الصحيح، ففي إنفاق المال لا إسراف ولا تقطير، لا إفراط ولا تفريط، في اللباس: هناك من يبالغ في لباسه إلى درجة أنه يستهلك معظم ماله من أجل الثياب، وهناك من يهملها، كلا الحالين خطأ، ففي كل شيء الاعتدال خير الأمور لذلك قال بعضهم:(( الحق وسط بين طرفين )).

وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً﴾، فالنبي صلى الله عليه وسلم حينما رأى رجلاً يصلي طوال النهار فقال عليه الصلاة والسلام من ينفق عليك ؟ قال: أخي، قال: أخوك أعبد منك ! النبي الكريم يقول: (والله لأن أمشي مع أخ في حاجته خيرلي من صيام شهر واعتكاف في مسجد هذا، فأن تقوم بخدمة الناس بتيسير مصالحهم وتلبية حاجاتهم هذا هو جوهر الدين.

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ .

فلا ينبغي أن تتكل على العمل ولا أن تفقد الأمل، لا ينبغي أن تعتقد أن الجنة بالعمل فقط إنه جهل بل هي بفضل الله، ولا ينبغي أن تعتقد أن الجنه يحصل عليها الإنسان بلا عمل، العمل جعله الله سبباً لفضل الله عز وجل هذا مؤدى الحديث،﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)﴾.

كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عند أحد أصحابهم الذين توفاهم الله عز وجل وهو السائب، فرفع عن وجهه الرداء وقبله وسمع امرأة تقول خلف الستار: هنيئاً لك أبا السائب لقد أكرمك الله، لكن النبي لم يصمت لأن كلامها غير صحيح بل قال: ومن أدراكِ أن الله أكرمه ؟ أتعلمين الغيب ؟ قولي: أرجو الله أن يكرمه.

بعد وفاة أبي بكر الصديق سأل سيدنا عمر زوجة سيدنا الصديق أسماء بنت عميس سألها: كيف كان أبو بكر يعبد ربه حين يخلو لنفسه ؟ فقالت: كان إذا جاء وقت السحر قام فتوضأ فصلى، ثم يظل يصلي ويتلو القرآن ويبكي ويسجد ويبكي ويدعو ويبكي وكنت آن إذٍ أشم في البيت رائحة كبد تشوى ! أي تحترق كبده خشوعاً لله عز وجل !، قال تعالى﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ﴾.

فبكي عمر وقال:أنّ لابن الخطاب مثل هذا ؟.


الكلمات المفتاحية

كيف تدخل الجنة؟ الجنة بالأمل أم بالعمل؟ نصائح نبوية لدخول الجنة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يختلف الكثير من المسلمين حول أهل الجنة، هل يدخلها أهل الظن الحسن بالله، بغض النظر عن أعمالهم، أم يدخلها أهل العمل، بغض النظر عما في قلوبهم؟، فالبعض ير