مرحبًا بك عزيزتي..
أحييك لحبك والدك، وحرصك على خاتمته، ولكنك كما ذكرت "خاتمته"، وليس خاتمتك أنت.
أعرف وأتفهم حرصك وحبك له، وأنه حتى ما يخصه جدًا كـ "خاتمته"، تخشين عليها، ولكننا يا عزيزتي لابد أن نلتزم بـ "حدود" أدوارنا في علاقاتنا.
فعلاقتك بوالدك، ووالدتك، هي أنك "ابنة" وليس من حق الإبنة أن تتبع وتحاسب والدها.
ومما يفسد العلاقات "التجسس"، لذا نهى عنه الله، يقول تعالى:" ولا تجسسوا"، فالعودة إلى الله، والتوبة عن المعاصي، لابد أن تكون ذاتية وليس لأن أحد ما رآنا وكشف أمرنا.
وحده الله من سيحاسب والدك، ويحاسبك، ويحاسب كل خلقه.
حق والدك عليك هو البر يا عزيزتي مهما فعل، ففعله يخصه، وأنت واجبك أن تعامليه برفق، وأدب جم، وفقط.
ولاشك أن والدتك مشاركة فيما حدث، فهي تحرم زوجها من حقه في أن يكون إلى جواره زوجة "أنثى" فانطلق يبحث عنها بعيدًا، عبر الانترنت.
ليس حديثي هذا تبريرًا لما يفعله والدك، وإنما توضيح للواقع المرير الذي يعيشه.
انظري لوالدك كـ "رجل"، ربما تشعرين بمعاناته، واقتربي منه يا عزيزتي، وشاركيه همومه، وامنحيه من وقتك ما استطعت وما يمكنك من خلاله مرافقته مثلً في "فسحة" تسعده، واصطحبي معكم والدتك، واشتري لها هدية تساعد في تحسين العلاقة كزجاجة عطر، أو ماكياج، وذكريها بأنها جميلة وزوجة تستحق أن تتجمل وتعيش حياتها ولو كانت ستينية أو سبعينية وذكريها برضى الله عمن تفعل هذا لزوجها، وأنه سيدخل في الحساب يوم القيامة، مادامت متدينة وتحرص على عباداتها، لعل هذا يكون مدخلًا جيدًا لاقناعها ولفت نظرها، فكثير من السيدات في هذا العمر يعتقدون أنه في نطاق علاقتهم الزوجية واهتمامهن بالعلاقة مع الزوج "راحت عليهم وكبروا خلاص".
نعم، يمكنك أن تنصحي والدتك بلطف، وأدب، وذكاء، فتساهمين بذا في تحسين علاقتها بوالدك، وبذا تكونين قد ساعدتيه للاقلاع عما يفعله، بطريقة غير مباشرة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.