أخبار

فوائد صحية مذهلة لتناول الشوكولاتة

السجائر الإلكترونية تسبب حب الشباب وظهور التجاعيد

الفوارق الاجتماعية حقيقة إنسانية ثابتة.. لكن إياك أن تشعر بالنقص أبدًا

تكرار الوضوء في المنام.. ما دلالته؟

"لا حيلة في الرزق".. انشغل عن رزقه بحسدك فكيف تبطل أثر عينه؟

ودع أصحابه لكنهم لم يودعوه.. أصعب كلمة وداع في التاريخ

لماذا كانت كلمة التوحيد خير الذكر.. تعرف على أهم الأسباب

"أيوب ولقمان" حكم ومواعظ من ذهب.. ماذا قالا عن كرامة الإنسان؟

روشتة سحرية قبل الانفجار من ضغوط الحياة.. هل اختليت بنفسك مع الله؟!

هزيمتك تذهب بركة يومك.. كيف تنتصر على الشيطان في معركة الفجر؟

كيف ظهر التتار وما هي ديانتهم وما الذي جعلهم يخترقون حصون المسلمين؟

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 30 يوليو 2024 - 09:05 ص


نعرف الكثير عن التتار، وزعيمهم جنكيز خان، لكن ربما لا نعرف سر نشأتهم، ومن أين جاءوا، وكيف اخترقوا حصون المسلمين للحد الذي حرقوا به عدد من الحواضر الإسلامية، على رأسها مدينة بغداد، عروس المدن الإسلامية في ذلك الوقت.

كيف ظهر التتار؟


ظهرت دولة التتار في سنة (603هـ=1206م) ، في دولة «منغوليا» شمال الصين حاليا، وكان أول زعمائها هو "جنكيزخان".
ومعنى كلمة "جنكيزخان" هو "قاهر العالم"، أو "ملك ملوك العالم"، بحسب اللغة المنغولية، ولكن جنكيز خان هو لقب أطلقه مؤسس التتار على نفسه، وليس اسما، فاسمه الحقيقي هو «تيموجين»، وكان رجلًا سفاكًا للدماء، وقائدًا عسكريًّا شديد البأس، وكانت له القدرة على تجميع الناس حوله.

بدأ جنكيز خان أو "تيموجين"، في التوسُّع تدريجيًّا في المناطق المحيطة به، وسرعان ما اتَّسعت مملكته؛ حتى بلغت حدودها من كوريا شرقًا إلى حدود الدولة الخُوارِزمية الإسلامية غربًا، ومن سهول سيبريا شمالًا إلى بحر الصين جنوبًا، أي أنها كانت تضم من دول العالم حاليًّا: (الصين، ومنغوليا، وفيتنام، وكوريا، وتايلاند، وأجزاء من سيبيريا، وذلك إلى جانب مملكة لاوس، وميانمار، ونيبال، وبوتان)، بحسب مقال للدكتور راغب السرجاني.

وأطلق جنكيز خان اسم التتار على جيوشه وقبائله، من المغول، الذين نشئوا في شمال الصين في صحراء «جوبي»، نتيجة إن التتار هم أصل القبائل بهذه المنطقة، ومن التتار جاءت قبائل أخرى مثل قبيلة «المغول»، وقبائل «الترك» و«السلاجقة» وغيرها، وعندما سيطر «المغول» -الذين منهم جنكيزخان- على هذه المنطقة أُطلق اسم «المغول» على هذه القبائل كلها.

اقرأ أيضا:

"أيوب ولقمان" حكم ومواعظ من ذهب.. ماذا قالا عن كرامة الإنسان؟

ديانة التتار


كان التتار يدينون بدين خليط من أديان مختلفة؛ فقد جمع جنكيزخان بعض الشرائع من الإسلام، والمسيحية، والبوذية، وأضاف من عنده شرائع أخرى، وأخرج لهم في النهاية كتابًا جعله كالدستور للتتار؛ وسمى هذا الكتاب بـ«الياسك» أو «الياسة» أو «الياسق».
واستطاع أن يخدع "تيموجين" الآلاف من البشر ويضمهم لجيوشه الزاحفة، حتى اتسمت حروب التتار بأنها كانت سريعة الانتشار، وتتميز بنظام محكم وترتيب عظيم، وأعداد ضخمة من البشرن وتَحَمُّل ظروف قاسية، وقيادة عسكرية بارعة، فضلا عن قسوتهم وهمجيتهم المعروفة في حب القتل وسفك الدماء.

فشهدت كل المعارك التي دخلوها حروب تخريب غير طبيعية؛ وتدمير لكل مدينة اقتحموها وقتلوا سُكانها جميعًا؛ لا يُفَرِّقُون في ذلك بين رجل وامرأة، ولا بين رضيع وشاب، ولا بين صغير وشيخ، ولا بين ظالم ومظلوم، ولا بين مَدني ومحارب، «وكأن قصدهم إفناء النوع، وإبادة العالم، لا قصد الملك والمال».

كما كانوا يرفضون قبول الآخر، فليس هناك طرح للتعامل مع دول أخرى محيطة؛ فلا عهد لهم؛ ولا أيسر عندهم من نقض العهود وإخلاف المواثيق.. {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً}[التوبة: 10].

كيف كان المسلمون وقت ظهور التتار؟

ظهر التتار خلال وجود الخلافة العباسية، التي ضعفت في أواخر أيامها، بعد حكم ما يزيد على 600 سنة، حتى أصبحت لا تُسيطر حقيقة إلا على العراق، وتتخذ من بغداد عاصمة لها منذ سنة (132هـ)، وحول العراق عشرات من الإمارات المستقلَّة استقلالاً حقيقيًّا عن الخلافة، وإن كانت لا تُعلن نفسها كخلافة منافسة للخلافة العباسية.

وكان يتعاقب على حُكم المسلمين في العراق خلفاء من بني العباس، لم يهتموا إلا بحراستهم الشخصية ومظاهر الترف والعيش في القصور، فلم يُدركوا هذه المهام الجليلة للحاكم المسلم، كل ما كانوا يُريدونه فقط هو البقاء أطول فترة ممكنة في كرسي الحكم، وتوريث الحكم لأبنائهم، وتمكين أفراد عائلتهم من رقاب الناس، وكذلك كانوا يحرصون على جمع الأموال الكثيرة، والتحف النادرة، ويحرصون على إقامة الحفلات الساهرة، وسماع الأغاني والموسيقى والإسراف في اللهو والطرب.

وفي مصر والشام والحجاز واليمن،كانت هذه الأقاليم في أوائل القرن السابع الهجري في أيدي الأيوبيين حَفَدة صلاح الدين الأيوبي، ولكنهم لم يكونوا على شاكلة ذلك الرجل العظيم؛ بل تنازعوا الحكم فيما بينهم، وقسَّموا الدولة الأيوبية الموحَّدة التي هزمت الصليبيين في معركة حطين هزيمة منكرة إلى ممالك صغيرة متناحرة! فاستقلَّت الشام عن مصر، واستقلَّت كذلك كلٌّ من الحجاز واليمن عن الشام ومصر؛ بل قُسِّمَت الشام إلى إمارات متعدِّدة متحاربة! فانفصلت حمص عن حلب ودمشق.. وكذلك انفصلت فلسطين والأردن، وما لبثت الأراضي التي حرَّرها صلاح الدين من أيدي الصليبيين أن تقع من جديد في أيديهم بعد هذه الفُرقة.

أما بلاد المغرب والأندلس، فكانت تحت إمرة «دولة الموحدين»، وقد كانت فيما سبق دولة قوية مترامية الأطراف تحكم مساحة تمتدُّ من ليبيا شرقًا إلى المغرب غربًا، ومن الأندلس شمالاً إلى وسط إفريقيا جنوبًا، ومع ذلك ففي أوائل القرن السابع الهجري كانت هذه الدولة قد بدأت في الاحتضار؛ خاصةً بعد موقعة «العِقَاب» الشهيرة سنة (609هـ=1213م)، التي كانت القاضية على دولة الموحدين.

وفي خُوارِزم، كانت الدولة الخُوارِزمية دولة مترامية الأطراف، وكانت تضمُّ معظم البلاد الإسلامية في قارة آسيا؛ تمتدُّ حدودها من غرب الصين شرقًا إلى أجزاء كبيرة من إيران غربًا، وكانت هذه الدولة على خلاف كبير مع الخلافة العباسية، وكانت بينهما مكائد ومؤامرات متعدِّدة، ومالت الدولة الخُوارِزمية في بعض فترات من زمانها إلى التشيع، وكثرت فيها الفتن والانقلابات، وقامت في عصرها حروب كثيرة مع السلاجقة والغوريين والعباسيين وغيرهم من المسلمين.
في الوقت الذي تكرر فيه المشهد في دولة الهند المسلمة، التي كانت تحت سلطان الغوريين في ذلك الوقت، وكانت الحروب بينهم وبين دولة خُوارِزم كثيرة ومتكرِّرة.

أما بلاد فارس وهي إيران الحالية، وكانت أجزاء منها تحت سلطان الخُوارِزميين، وكانت الأجزاء الغربية منها -والملاصقة للخلافة العباسية- تحت سيطرة طائفة الإسماعيلية، وهي طائفة من طوائف الشيعة كانت شديدة الخبث، ولها مخالفات كثيرة في العقيدة؛ جعلت كثيرًا من العلماء يُخرجونهم من الإسلام تمامًا، وخلطت طائفة الإسماعيلية الدين بالفلسفة، وكانوا من أبناء المجوس؛ فأظهروا الإسلام وأبطنوا المجوسية، وتأوَّلوا آيات القرآن على هواهم، وهم إحدى فرق الباطنية، الذين يؤمنون بأن لكل أمر ظاهر في الدين أمرًا آخر باطنًا خفيًّا لا يعلمه إلاَّ بعض الناس (وهم من أولئك الناس)، ولا يُطلعون أحدًا على تأويلاتهم، إلا الذين يدخلون معهم في ملتهم، وهم يُنكرون الرسل والشرائع، ومن أهم مطالبهم «الملك والسلطان»؛ لذلك فهم مهتمون جدًّا بالسلاح والقتال.

أما دولة الأناضول (تركيا حاليا)، فكانت تُحكم بسلاجقة الروم، وأصول السلاجقة ترجع إلى الأتراك، وكان لهم في السابق تاريخ عظيم وجهاد كبير؛ وذلك أيام القائد السلجوقي المسلم «ألب أرسلان»، ولكن الحَفَدَة الذين كانوا يحكمون هذه المنطقة الحسَّاسة والخطيرة والملاصقة للإمبراطورية البيزنطية كانوا على درجة شنيعة من الضعف؛ أدَّت إلى مواقف مؤسفة من الذلِّ والهوان.

كل هذا أدى لانتشار التتار وأصبح العالم الإسلامي ينتظر كارثة تقضي على كل الضعفاء في كل هذه الأقطار؛ مدينة بعد الأخرى حتى استطاع سيف الدين قطز أن ينتصر على التتار.

الكلمات المفتاحية

ديانة التتار كيف ظهر التتار؟ كيف ظهر التتار وما هي ديانتهم وما الذي جعلهم يخترقون حصون المسلمين؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled نعرف الكثير عن التتار، وزعيمهم جنكيز خان، لكن ربما لا نعرف سر نشأتهم، ومن أين جاءوا، وكيف اخترقوا حصون المسلمين للحد الذي حرقوا به عدد من الحواضر الإس