بقلم |
عامر عبدالحميد |
الاثنين 08 يناير 2024 - 08:27 ص
لا يوجد دواء من جميع أمراض الشهوات إلا التوبة والندم على ما سلف وحسن الأوبة لعل الله يغفر لكم ما عقدتم عليه من الضمائر وما طويتم عليه خفيات السرائر وينور لكم في ظلمات الأجداث وضيق القبور ووحشة الحفائر.
حكاية عن ابن الأسود
حكي عن العابد الحجاج بن الأسود أنه قال: رأيت في المنام كأني دخلت في المقابر فإذا أهلها نيام في قبورهم وقد تشققت الأرض عنهم فمنهم النائم على التراب ومنهم النائم على الفرش ومنهم النائم على السندس ومنهم النائم على الإستبرق ومنهم النائم على الحرير ومنهم النائم على الديباج ومنهم النائم على الياسمين والريحان ومنهم النائم كالمبتسم في نومه ومنهم حائل اللون ومنهم من قد أشرق نوره ومنهم قد اشتد كربه ومنهم من قد اغتم في ضيق القبر ووحشته.
يقول : فبكيت في منامي مما رأيت ثم قلت: يا رب لو شئت لسويت بينهم في الكرامة فناداني مناد من بينهم يا حجاج هذا الذي تراه من تفاضل الأحوال إنما هي منازل الأعمال ولكل امرئ منهم ما قدم.. فاستيقظت فزعا مرعوبا. منكر ونكير (روعة لكفارة الذنوب)
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام ليلة الإسراء: كفى بالموت طامة فقال جبريل عليه السلام: ما بعد الموت أطم منه وأعظم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما ذاك يا جبريل قال: الملكان الأزرقان الأسودان يطآن في شعورهما ويخرقان الأرض بأنيابهما بيد كل واحد منهما عمود لو ضرب به الجبال لقلعها من أصولها أعينهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف يبتلي بهما كل مؤمن وكافر فيأتيانه في قبره فيروعانه ويقعدانه ويعرضان عليه عمله ويريانه مقعده من الجنة أو النار.
فقال صلى الله عليه وسلم أما الكافر لهما أن يروعانه ويفعلان به ذلك وأما المؤمن فكيف قال جبريل عليه السلام كذلك أمر ربك يا محمد فأما الكافر فلا يجد من عذاب الله فترة من حين يدخل قبره وأما المؤمن فتكون له تلك الروعة كفارة لما مضى من ذنوبه في الدنيا فإذا خرج من قبره خرج مغفورا له ثم لا يدري روعة بعدها أبدا.