كان للصالحين أحوال ومقامات في العبادة ومجاهدة النفس، ومكاشفات مع الله تعالى، تدل على حسن عبادتهم وقوة إخلاصهم وزهدهم.
قال العابد ثابت البناني رحمه الله: ما زلت مشوق نفسي إلى الله عز وجل وهي تبكي حتى رأيتها لقيته وهي تضحك.
وقيل: إن أبا عبيدة الخواص رحمه لم يضحك منذ أربعين سنة، ولا رفع رأسه إلى السماء حياء من الله تعالى.
عجائب الصالحين:
1-قال سفيان الثوري رضي الله عنه: مات أخ لي، فرأيته في المنام، فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال رضي عني وأدخلني الجنة، وقال: افرح كما كنت تحزن.
2- وقال بعض الصالحين رضي الله عنهم: لما مات عطاء السلمي رأيته تلك الليلة في النوم، فقلت له: ما فعل الله بك؟ غفر لي، وقال: يا هذا كم استحيت مني؟ لقد كنت تخافني كل الخوف، وعزني وجلالي لقد توفيتك يوم وفاتك وما على وجه الأرض أحب إليّ منك.
3- وحكي أن أبا الفتح الموصلي رؤي في المنام بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: قربني وأدناني، وقال: يا أبا الفتح، وعزتي وجلالي لقد صعد إلى المكان الموكلان بك أربعين سنة وما في صحيفتك خطيئة.
4- وقال عليه الصلاة والسلام: " ما من أحد يأتي يوم القيامة إلا وله من الذنوب، ما خلا يحيى بن زكريا، فإنه يلقى الله ولا ذنب عليه ".
5- وحكي عن بشر الحافي رحمه الله أنه رؤي في المنام بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: رضي عني وأتحفني ورحمني وزوجني، وأطعمني طعاماً طيباً، وسقاني شراباً لذيذاً، وفرش لي فرشاً رطباً، وقال لي: نم كما كنت تسهر، واسرح كما كنت تشب، وافرح كما كنت تحزن، واشبع كما كنت تجوع،! واروى كما كنت تظمأ.
6- وقال أحد الصالحين: رأيت مالك بن دينار رضي الله عنه في النوم بعد موته وعليه ثياب خضر وهو على ناقة تطير به بين السماء والأرض، فقلت له: يا عبد الله، كيف كان قدومك على ربك؟ قال: قدمت على ربي وأكرمني وكلمني، وقال لي: سلني أعطيك، وتمنى علي أرضيك، فقلت: يا رب أسألك الرضا عني، فقال: قد رضيت عنك.
اقرأ أيضا:
مواعظ مبكية بين عمر بن عبد العزيز والخليفة سليمان