لا يختلف اثنان على أن انتشار الإسلام في أفريقيا وآسيا كان بفضل معاملة التجار المسلمين الحسنة مع ذويهم من دول هذه القارتين، الأمر الذي دانت له دول بأكملها، مثل أندونيسيا والهند وكافة دول أفريقيا، بالإسلام، وهو ما لم يحدث مطلقًا في أي ديانة، أن تدين دولة بأكملها نتيجة المعاملة الحسنة والاطلاع على أخلاق المسلمين والاقتداء بهم والإعجاب بأخلاقهم، ما ساهد في نشر الإسلام سريعًا في هذه الدول.
وقد أعادت الصورة الحسنة التي يظهر بها اللاعب المصري محمد صلاح نجم فريق ليفربول الإنجليزي، الحديث عن ذلك، مع تقديمه للنموذج الناجح، والمتدين في آن واحد، ليعطي سلوكه في الملعب وخارجه القدوة الحسنة التي تؤكد حقيقة أن من يدين بالإسلام يتمتع بالأخلاق الطيبة، ولا يمثل هذا الزعم المثار حول صورة المسلمين التي يشوهها البعض.
صلاح التاجر الجديد
فكل الشواهد التي يعيش فيها البريطانيون الآن من الإعجاب بـ محمد صلاح ونظيره الجزائري رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، والسنغالي ساديو ماني نجم فريق ليفربول، وغيرهم الكثير من اللاعبين المنتشرين في أوروبا، يثبتون يومًا بعد يوم أن الإسلام انتشر بالمعاملة الحسنة والقدوة الطيبة.
وما يفعله صلاح حالياً هو نوع مختلف وعظيم من الدعوة إلى الإسلام في انجلترا بل وفي العالم كله، فقد انتشر الإسلام سابقاً على أيدي التجار في كثير من دول العالم ، كانوا أمناء ناجحين فأحبهم الناس وأحبوا دينهم ودخلوا في دين الله افواجاً، فما المانع أن يكمل هو وغيره من اللاعبين المميزين في الغرب مثل رياض محرز وساديو ماني وحكيم زياش ومحمود ترزيجيه وغيرهم تلك المسيرة المباركة؟
فقد أنهى صلاح مباراة ليفربول أمام غريمه مانشستر يونايتد، وهو متصدر قائمة هدافين الدوري الإنجليزي، ويقدم أروع ما لديه، للعام الرابع على التوالي، وحصد مع فريقه لقب دوري أبطال أوروبا، والدوري الانجليزي بعد غياب تلاثين عاما.
إلا أن الأهم، أنه ساهم أيضا في تقليل جرائم الكراهية ضد المسلمين في ليفربول، بحسب دراسة لمختبر سياسة الهجرة في زيورخ بسويسرا.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟تراجع معدل الكراهية ضد المسلمين بسبب صلاح
وأظهرت الدراسة التي قامت بها كل من جامعة ستانفورد الأمريكية والمعهد السويسري للتكنولوجيا لصالح مختبر سياسة الهجرة، أن وجود لاعب كرة القدم المصري محمد صلاح في صفوف فريق ليفربول كان له أثر واضح على موقف مشجعي النادي وأبناء ليفربول من الإسلام والمسلمين.
وجاء في الدراسة، التي حملت عنوان "هل يمكن أن يؤدي التعرض إلى المشاهير إلى تقليل التحيز؟ تأثير محمد صلاح على السلوكيات والمواقف المعادية للإسلام"، أن وجود مشاهير ناجحين من أبناء الفئات والأقليات المهمشة التي تتعرض للتمييز، يساهم إلى حد كبير في الحد من النظرة السلبية لهذه الفئات والتحيز ضدها.
وأوضحت الدراسة التي نشرت في 31 مايو الماضي، أن محمد صلاح الذي لا يخفي إسلامه ولطالما سجد في الملعب بعد تسجيله أهدافاً خلال مباريات الفريق، كان له أثر إيجابي على مشجعي النادي الإنجليزي، حيث أظهرت بيانات شرطة ليفربول تراجع جرائم الكراهية ضد المسلمين بنسبة 18.9 % بعد انضمام صلاح إلى الفريق، كما تراجعت تدوينات مشجعي الفريق المعادية للإسلام بأكثر من 50% مقارنة بتدوينات مشجعي فرق مقدمة البريميرليج.
واعتمدت الدراسة، على تحليل نحو 936 من جرائم الكراهية على مستوى بريطانيا، ونحو 15 مليون تغريدة لمشجعي كرة القدم في المملكة المتحدة.
كما أن محمد صلاح اختير في أبريل الماضي، في قائمة مجلة تايمز الأمريكية للشخصيات المائة الأكثر تأثيرًا في العالم لعام 2019.
فتيات وشباب في بريطانيا يدخلون الإسلام تأثرًا بـ صلاح
على الجانب الأخر، اعترفت فتاتان بريطانيتان أنهما تأثرتا بتواضع وسلوك محمد صلاح، خلال زيارتهما إلى أسوان في مصر.
وقالت الشقيقتان إيمي ونيكي في تصريحات لإحدى الصحف البريطانية: "تأثرنا بأخلاق المسلمين في أوروبا ، وتواضع محمد صلاح لاعب ليفربول"، مُعبرتان بهذه الكلمات عن حبهما للإسلام وسعادتهما باعتناق الإسلام، دون إكراه من أحد وبعد دراسة الأمر بالشكل الصحيح.
إيمي ونيكي، شقيقتان من إنجلترا تعيشان بالقرب من مدينة ليفربول الإنجليزية، وكانتا تزوران مصر بغرض السياحة.
وسمعا في وطنهما عن الدين الإسلامي وتأثرا بأخلاق المسلمين المقيمين في أوروبا وودهم للآخرين، بالإضافة إلى أخلاق وتواضع لاعب كرة القدم المصري محمد صلاح.