عزيزي المسلم، تعلم القول الفصل في النجاح في هذه الحياة الدنيا: «كلما أحسنت نيتك أحسن الله حالك …وكلما تمنيت الخير لغيرك آتاك الخير من حيث لا تحتسب»>
هذه هي المعادلة التي للأسف يغفل عنها كثير من الناس دون داعٍ، مع أنها الخلاصة الناجعة التي توصل إلى المطلوب في أقل وقت ممكن.
ولو أنك عزيزي المسلم تأملت قول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات»، لرأيت فيه توجيهًا مهما، يعلمنا كيف نصحح النوايا والمقاصد في اﻷعمال كلها، وذلك بأن يكون رضا الله تعالى، وانتظار اﻷجر منه هو غايتنا، واعلم أنه على العبد أن يتعلم النية أولاً، ثم يصحح بها العمل بعد فهم حقيقة الصدق والإخلاص.
وفي ذلك قال الإمام النووي رحمه الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كانوا يتعلمون النية للعمل كما تتعلمون العمل».
وجه الله
إذن من أراد في كل عمله وجه الله نال ما تمنى، هنا المعادلة الأصيلة التي كان يتبعها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوصلوا ونجحوا في كل خطواتهم، بينما نحن نفشل لأن النوايا ليست بالقدر الكافي الذي أمرنا به الله عز وجل، ومن ثم فإنه فمن نوى فعل الخير وقصد به المقاصد العليا وهي ما يقرب إلى الله فله الثواب والجزاء الكامل الأوفى، ومن نقصت نيته وقصده نقص ثوابه، ومن توجهت نيته إلى غير هذا المقصد الجليل فاته الخير وحصل على ما نوى من المقاصد الدنيئة الناقصة.
ولهذا ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً ليقاس عليه جميع الأمور فقال: «فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله»، أي وقع له ما نوى وبالتالي يقع أجره على الله، «ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه»، وخص في هذا المثال المرأة التي يتزوجها بعدما عمم جميع الأمور الدنيوية لبيان أن جميع ذلك غايات دنيئة ومقاصد غير نافعة.
اقرأ أيضا:
الفرق بين الكرم والسفه.. بطون المحتاجين أولىيكفي النية
يكفيك أن تهم بعمل الحسنة أو الفعل الطيب، فيكتب لك به الحسنة تلو الحسنة، والحسنات هنا تعني تدبير كل أمورك في الحياة، ثم تكون النتيجة الطيبة في الآخرة، فإذا هَمَّ العبد بالخير ثم لم يقدر على العمل كتبت له همته ونيته حسنة كاملة، والإحسان للخلق بالمال والقول والفعل خير وأجر وثواب عند الله؛ ولكنه يعظم ثوابه بالنية.
قال تعالى: «لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ -أي: فإنه خير- وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا» (النساء:114)، فرتب الأجر العظيم على فعل ذلك ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى.