عزيزي المسلم.. إياك أن تندم يوماً على عفويتك وطيبة قلبك.. فالنقاء الذي في داخلك لن يتوافق مع التلوث الموجود في قلوب بعضهم، فسعادة العبد بسلامة قلبه وصحته وطمأنينته لاشك، بينما شقاء العبد بمرض قلبه وقذارته.
ففي القلب إما أن يسكن التوحيد ويزداد الإيمان أو ينقص نتيجة تقلبه وعدم يقينه في الله -والعياذ بالله-، إنها القلوب القاسية التي توعد الله أصحابها فقال عز وجل: « فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ » (الزمر: 22] [2)، بينما القلوب السليمة المطمئنة التي وعد الله أصحابها بحسن العاقبة والمآل قال الله الكبير المتعال عنها: « الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ » (الرعد:28، 29).
محبة الله
إذا أحب الله عز وجل العبد منحه قلباً رقيقاً رحيماً، وما ذلك إلا لأن نقاء القلب وصفاؤه خصلة من خصال أهل الفضل والكمال، فأصحاب القلوب النقية علموا بأن الدنيا زائلة راحلة فانية وأيقنوا بأنهم بين يدي الله واقفون ومحاسبون، وعلى كل زلة ومعصية وتقصير نادمون، وعلموا أنهم لا ينفعهم مال ولا بنون إلا من أتى ربه بقلب سليم.
وعلامة نقاء القلب وصفاء السريرة أن تجد المسلم يقف كثيرًا أمام قول الله تبارك وتعالى: « يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ » (الحجرات: 12)، وأن يكون متذكراً لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث»، فلا يظن بإخوانه إلا خيراً، ويحملهم على المحمل الحسن ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
اقرأ أيضا:
كيف تستعد ارمضان من الآن؟.. تعرف على أهم الطرق والوسائلعلامات النقاء
بالتأكيد لنقاء القلوب علامات، ومن ذلك: أن يستشعر المسلم قول الله عز وجل: « لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ » (النور: 12)، فلا يستعجل في حق إخوانه في الدين، لأنه يدرك جيدًا أن المؤمنون أخوة، وأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منع عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
أيضًا من علامات نقاء القلب وصفائه كف الأذى عن المسلمين، فلا يحسدهم، ولا يبغضهم، ولا يؤذيهم بلسانه ولا بيده متمسكاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».