روي عن يحيى بن زكريا عليهما السلام، أنه شبع ليلة من خبز الشعير، فنام عن حزبه، فأوحى الله تعالى إليه: " يا يحيى، هل وجدت داراً خيرا من داري، أو جواراً خيرا من جواري، وعزتي وجلالي لو اطّلعت على الفردوس اطلاعة لذاب جسمك وذهبت نفسك، ولو اطلعت على وجهي اطلاعة لتبكين الصديد بدل الدموع، ولتلبس الحديد بدل المسوح ".
1-وقيل: أوحى الله تعالى. إلى داود عليه السلام: " يا داود، إذا حدثتك نفسك بالنوم فاذكر مصرع أهل النار، وصول الزبانية، وغلق أبواب جهنم، فإنك إن فعلت ذلك انتفى النوم عنك.. يا داود، خذ حظك من الليل ولا تغفل عن الصلوات، واجعل موضوع الضحك بكاء خوفاً مني أنجيك من حر نار جهنم يوم القيامة.
2- وقيل أيضا: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: " يا داود، قل لبني إسرائيل: من صلى في السحر ركعتين بقلب حاضر توجه الله بتاج كرامته يوم القيامة ".
3- وكان سعيد بن المسيب يقول: " أيما رجل قام من الليل فتوضأ وصلى ركعتين، إلا تبسم الجبار في وجهه وقال: " يا ملائكتي، أشهد كم أني قد غفرت له ".
4- وحكي عن واصلة بن هشام رضي الله عنه أنه كان يصلي الليل كله، وإذا كان وقت السحر، قال: " إلهي، ليس مثلي يسألك الجنة، ولكن أجرني من النار ".
5- وكان عمر بن عتبة رضي الله عنه يخرج كل ليلة إلى المقابر، ويقول: " يا أهل القبور، طويت الصحف ورفعت الأقلام، ثم يصف قدميه ويصلي إلى الصباح ".
6- وكان أسيد رضي الله عنه إذا آوى إلى فراشه يتقلب كالحبة على المقلى، ويقول: " إنك لين وفراش ألين منك. ولا يزال راكعاً وساجداً إلى الصباح ".
7- وكان الأسود رضي الله عنه يصوم في الصيف وشدة الحر حتى يحمر مرة ويصفر مرة أخرى.
8- أما سفيان الثور، رحمه الله فكان من شدة تفكره يبول الدم، وكان إذا سمع المؤذن يتغير لونه ويبكي حتى يغمى عليه.
9- وكان أبو عبيدة الخواص رضي الله عنه يبكي ويقول: " قد كبرت فاعتقني من النار ".
10- وكان يزيد الرقاشي رضي الله عنه يبكي حتى أظلمت عيناه وأحرقت الدموع مجاريها.
11- أما مالك بن دينار رضي الله عنه، فكان يبكي حتى سودت الدموع خده، وكان يقول: " لو ملكت البكاء لبكيت أيام حياتي ".
12- وقيل لعطاء السلمي رض الله عنه: ما تشتهي؟ فقال: " أشتهي أن أبكي حتى لا أقدر أن أبكي "، وكان يبكي في الليل والنهار، وكانت دموعة سائلة على خديه.
13- وكان حذيفة رضي الله عنه يبكي بكاء شديداً، فقيل له: " ما بكاؤك؟ فقال: لا أدري على ما أقدم؟ على رضا أم على سخط؟ ".
14- وبكى معاذ رضي الله عنه بكاء شديداً، فقيل له: " ما يبكيك؟ فقال: لأن الله عز وجل قبض قبضتين، فجعل واحدة في الجنة، والأخرى في النار، فأنا لا أدري من أي الفريقين أكون ".
15- وبكى ابن للفضيل بن عياض رضي الله عنه، فقال له: يا بني، ما يبكيكَ؟ فقال: يا أبت، إني أخاف أن لا تجمعنا القيامة وتفرق بيننا ".
اقرأ أيضا:
خباب بن الأرت سادس من أسلموا.. هكذا صبر ولم يعط الكفار ما سألوا