كثيرا ما نسمع هذا الحديث" بدا الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء"، ذكر العلماء معانٍ جميلة حول هذا الحديث منها:
الإسلام لا يذهب ولكن يذهب أهل السنة:
2- قال الأوزاعي في قوله صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ» : أما إنه ما يذهب الإسلام ولكن يذهب أهل السنة حتى ما يبقى في البلد منهم إلا رجل واحد.
3- ولهذا المعنى يوجد في كلام السلف كثيرا مدح السنة ووصفها بالغربة ووصف أهلها بالقلة، فكان الحسن البصري - رحمه الله - يقول لأصحابه: يا أهل السنة.. ترفقوا - رحمكم الله - فإنكم من أقل الناس.
4- وقال أحد مشاهير العلماء يونس بن عبيد: ليس شيء أغرب من السنة وأغرب منها من يعرفها.
5- وروي عنه أنه قال: أصبح من إذا عرف السنة فعرفها غريبا وأغرب منه من يعرفها.
6- وعن سفيان الثوري قال: استوصوا بأهل السنة فإنهم غرباء.
اظهار أخبار متعلقة
من هم أهل السنة؟
ومراد هؤلاء الأئمة بالسنة: طريقة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان عليها هو وأصحابه السالمة من الشبهات والشهوات.
ولهذا كان الفضيل بن عياض يقول: أهل السنة من عرف ما يدخل في بطنه من حلال.
وذلك لأن أكل الحلال من أعظم خصائل السنة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
ثم صار في عرف كثير من العلماء المتأخرين من أهل الحديث وغيرهم السنة عبارة عما سَلِمَ من الشبهات في الاعتقادات خاصة في مسائل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وكذلك في مسائل القدر وفضائل الصحابة، وصنفوا في هذا العلم باسم السنة لأن خطره عظيم والمخالف فيه على شفا هلكة.
السنة الكاملة:
وأما السنة الكاملة فهي الطريق السالمة من الشبهات والشهوات، ولهذا وصف أهلها بالغربة في آخر الزمان لقلتهم وغربتهم فيه.
وقد جاء في تفسير الغرباء: «قوم صالحون قليل في قوم سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم».
وفي هذا إشارة إلى قلة عددهم وقلة المستجيبين لهم والقابلين منهم وكثرة المخالفين لهم والعاصين لهم.
ولهذا جاء في أحاديث متعددة مدح المتمسك بدينه في آخر الزمان وأنه كالقابض على الجمر، وأن للعامل منهم أجر خمسين ممن قبلهم، لأنهم لا يجدون أعوانا في الخير.
الغرباء قسمان:
1-أحدهما من يُصلح نفسه عند فساد الناس.
2- والثاني من يُصلح ما أفسد الناس وهو أعلى القسمين وهو أفضلهما.