ارتبط الرسول صلي الله عليه وسلم بعلاقات وثيقة جدا مع الأنصار واحبهم واحبوه نظر ا للتضحيات التي قدموه للدين الإسلامي من وبذلهم الغالي والنفيس من اجل نصرة الدعوة ودحر المشركين ناهيك عن تقديمهم يد العونا للمهاجرين القادمين من مكة المكرمة، والمعاملة الطيبة التي لاقوا بها المسلمين، وهنا سنقدم لك حديث يدل على محبة الرسول للأنصار.
وليس أدل علي محبة الرسول تقديره للانصار من الحديث النبوي الذي روي في الصحيحين من حديث البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الأنصار « لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق
حديث الْبَراء قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الأَنْصارُ لا يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُهُمْ إِلاّ مُنافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ". متفق عليه وفي رواية أخري وكذلك حديث أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "آيَةُ الإيمانِ حُبُّ الأَنْصارِ، وَآيَةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأَنْصارِ". متفق عليه.
وقبل ان نتطرق لتفاصيل العلاقة الوثيقة بين الرسول والأنصار يجدر بنا القول أن الأنصار هم نصروا الرسول الكريم ، صلى الله عليه وسلم ، فكانوا من أوائل من ساندوه ، حينما آذاه قومه ، واستقبلوه ، والمسلمين ، أفضل استقبال ، حينما هاجروا ، متجهين إليهم ، لذا فكانت لهم أسمى مكانة لدى الحبيب المصطفى.
بل وكان الأنصار أول من دعموا الدعوة الإسلامية ، وساهموا في استقرارها ، هذا جنبًا إلى معاملتهم الحسنة ، والمتناهية في السمو ، مع المسلمين ، فأحبهم الرسول حبًا جمًا ، وأثنى عليهم كثيرًا ، ومما يدل على حب النبي الكريم للأنصار ، أنه عقب غزوة حنين ، قام الحبيب المصطفى بتقسيم الغنائم ، ومنح المؤلفة قلوبهم ، وهم الذين انضموا إلى الإسلام مؤخرًا ، العديد من المغانم الثمينة ، أما الأنصار ، فكانوا أقل منهم في المغانم .
وفي تلك اللحظة حزن الأنصار كثيرًا ، فكيف أنهم من يناصرون الإسلام ، وينصرون المسلمين ، ويكونون في مقدمة كل أمر ، وفي النهاية ، يحصلون على لا شيء ، ويفضل حديثو العهد بدخول الإسلام عنهم ، فجاء سعد بن عبادة ، وأخبر الرسول الحبيب بذلك ، فقال النبي لسعد : “وأين أنت من ذلك يا سعد ؟ ” ، قال سعد : ما أنا يا رسول الله إلا امرؤ في قومي ، أي أن الأمر ليس بيده ” .
الرسول صلي الله عليه وسلم لم ينتظر طويلا بل عقد النبي محمد اجتماعًا ، دعا فيه الأنصار جميعهم ، وتحدث النبي محمد مع الأنصار ، بلطف ، وحرص ، فاضت منه الدموع ، مما يدل على فرط المشاعر الفياضة ، والصلة الوثيقة بين كل من الرسول الكريم ، والأنصار .
وخاطبهم الرسول بالقول :” أيها الأنصار الكرام ، قد بلغني ما أحزنكم ، وما ينبغي لمثلكم ممن ناصروا الإسلام ، والمسلمين ، وجاهدوا في سبيل الله تعالى ، أن يتخللهم حزن ، أو ضغينة ، فقد أغناكم الله ، وألف بين قلوبنا ، وقلوبكم ، ولكم ما سألتم ” ، وقد وجه إليهم عتابًا رقيقًا .
و أمر لهم الجبيب المصطفى بغنائم ، تفوق ما رغبوها ، وما حزنوا عليها ، بأضعاف مضاعفة ، فكان لذلك وقع عظيم الشأن لديهم ، وهنا أجابوا بلطف ، وبعض الندم ، يتخلل نفوسهم : ” الفضل والمنة لله جل علاه ، ولحبيبه المصطفى ” ، وهنا رغب الرسول الكريم أن يرفع من روحهم المعنوية ، فأخبرهم بأنهم لو أرادوا ، فليقولوا ، فهم من آووه وقت طرده ، وواسوه ، وأمنوه من الخوف ، وصدقوه لما كذبه غيره .
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبينالأمر لم يتوقف عن مضاعفة الغنائم بل خاطبهم الرسول الكريم ، بالقول حاثا اياهم علي الايثار وترك الأمر لله : ” أتتذمرون لدنيا فانية ؟ وتحزنون لمغانم تزول ، أما يكفيكم أيها الأحباب الكرام ، أن تكونوا قد أسلمتم لله تعالى ، وأن ترجعوا من الغزوة ، ورسول الله معكم ، وبينكم ؟ ، فوالله الذي لا إله غيره ، لو أنني لم أكن مهاجرًا ، لكان أحب إلي أن أكون من الأنصار ، ولو أن الناس جميعًا ، سلكوا سبلًا أخرى ، لاخترت ، وسلكت أنا شعب الأنصار ” .بل واستمر الرسول الأعظم يعدد مناقب الانصار عليه ، يثني على خصال الأنصار الكريمة ، والتي لن يسبقهم إليها أحد ، وختم حديثه معهم ، بدعاء طويل ، دعا فيه لهم ، ولأبنائهم ، وذويهم جميعًا ، فبكى القوم جميعهم ، ورقت قلوبهم ، لما قاله النبي بل وأكد علو مقامهم كما جاء في الحديث النبوي الشريف " لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق"