التقط رائد فضاء فرنسي مشهدا فريدا لوميض من الضوء الأزرق الساطع في الطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض، فوق أوروبا،وتظهر الصورة المأخوذة من ارتفاع 400 كم فوق الأرض، الوميض وكأنه قنبلة من الكوبالت تنفجر فوق أوروبا، لكن هذا الضوء الأزرق المخيف المظهر لم يسبب أي ضرر. وفي الواقع، لم يلاحظ معظم الناس حدوثه مطلقا.
وتعرف الظاهرة باسم "الحدث المضيء العابر"، وهي ظاهرة شبيهة بالبرق تضرب لأعلى في الغلاف الجوي العلوي.
وقال توماس بيسكيه رائد الفضاء الفرنسي في وكالة الفضاء الأوروبية والمقيم حاليا في محطة الفضاء الدولية: "الحدث المضيء العابر يبدو وكأنه تعبير ملطف عن شبح، لكنه في الواقع ظاهرة جميلة يمكن رؤيتها أحيانا من محطة الفضاء الدولية". بحسب "روسيا اليوم".
وتقع "الأحداث المضيئة العابرة" بسبب البرق المتأين في الغلاف الجوي العلوي. وحدثت هذه الظاهرة في أوائل سبتمبر، لكن بيسكيه كشف عنها في 8 أكتوبر، واصفا إياها بأنها "حدث نادر للغاية".
وتحدث "النفاثات الزرقاء" في الأسفل في طبقة الستراتوسفير، ويطلقها البرق. وإذا انتشرت الإضاءة عبر المنطقة العلوية سالبة الشحنة من غيوم العاصفة الرعدية، قبل أن تمر عبر المنطقة الموجبة أدناه، ينتهي البرق بالضرب لأعلى، مشعلا توهجا أزرقا من النيتروجين الجزيئي.
ويصعب تصوير هذه الأحداث بشكل خاص من الأرض حيث أنها مرتفعة جدًا في السماء وأيضًا تحجبها سحب العواصف بشكل منتظم. بالإضافة إلى ذلك ، فإن هذه الظاهرة عادة ما تستمر فقط لأجزاء من الثانية أو لبضع ثوان في كل مرة.
ومع وضع كل هذه الأشياء في الاعتبار، فإنه يجعل من محطة الفضاء الدولية مكانا مثاليا للبحث عن هذه الأحداث العابرة، والتي توصف باستخدام سلسلة من الأسماء الخيالية، بما في ذلك الجان والعفاريت، خاصة إذا كانت تقنية timelapse قيد التشغيل.
وقال بيسكيه على موقع "فليكر": "المثير للدهشة في هذا البرق هو أنه منذ عقود قليلة فقط رُصد سريعا، من قبل الطيارين ولم يكن العلماء مقتنعين بوجوده بالفعل. بعد بضع سنوات يمكننا تأكيد أن الجان والعفاريت حقيقية جدا ويمكن أن تؤثر على مناخنا أيضا".
ومن المثير للاهتمام، أن الأرض ليست المكان الوحيد الذي تحدث فيه عروض الضوء هذه، حيث اكتشف الباحثون العام الماضي فقط أن "العفاريت الزرقاء" كانت تحدث على كوكب المشتري أيضا.
ويقول بيسكيه: "تعد محطة الفضاء مناسبة تماما لهذا الرصد لأنها تحلق فوق خط الاستواء حيث توجد المزيد من العواصف الرعدية. هذا حدث نادر للغاية ولدينا منشأة خارج مختبر كولومبوس في أوروبا مخصصة لرصد ومضات الضوء هذه. ونأمل أن يمنحنا هذا البحث المزيد من الصور لهذه الظاهرة المذهلة في المستقبل".
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟اقرأ أيضا:
التقويم الهجري القمري.. تقويم رباني معجز لا يخضع مساره لتغيير البشر