عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما خلق الله القلم ثم أمره فكتب ما يكون إلى يوم القيامة.
فالواجب على العاقل أن يوقن أن الأشياء كلها قد فرغ منها فمنها ما هو كائن لا محالة ومالا يكون فلا حيلة للخلق في تكوينه فإن دفعه الوقت إلى حال شدة يجب أن يتزر بإزار له طرفان أحدهما الصبر والآخر الرضا ليستوفي كمال الأجر لفعله ذلك.
فكم من شدة قد صعبت وتعذر زوالها على العالم بأسره ثم فرج عنها السهل في أقل من لحظة.
أغرب الشدائد:
1-لما حاصر الحجاج ابن الزبير بمكة جعلت الحجارة تضرب الحائط فقيل له لا نأمن عليك أن يصيبك منها حجر فقال ابن الزبير:
هون عليك فإن الأمور .. بكف الإله مقاديرها
فليس بآتيك منهيها .. ولا قاصر عنك مأمورها
2- وذكر أن رجلا ركب البحر فكسر به فوقع في جزيرة من جزائر البحر فمكث فيها ثلاثا لا يرى أحدا ولا يأكل طعاما ولا يشرب شرابا فأيس من الحياة فتمثل قائلا:
إذا شاب الغراب أتيت أهلي.. وصار القار كاللبن الحليب
فأجابه مجيب قائلا:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه .. يكون وراءه فرج قريب
فنظر فإذا سفينة في البحر فلوّح لهم فأتوه فحملوه وأصاب معهم خيرا ورجع إلى أهله سالما.
3- وذكر الأعمش عن سلمان حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال : استقيموا لقريش ما استقاموا لكم فإذا خالفوكم فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأببيدوا خضراءهم فإن لم تفعلوا فكونوا زراعين أشقياء".
فسعى به إلى الخليفة العباسي المهدي بالله فبعث إلى شريك فأتاه فقال حدثت بها قال قلت نعم قال عمن رويتها قلت عن الأعمش.
قال ويلي عليه لو عرفت مكان قبره لأخرجته فأحرقته بالنار قلت إن كان لمأمونا على ما روى.
قال: يا زنديق لأقتلنك، قلت: الزنديق من يشرب الخمر ويسفك الدم قال والله لأقتلنك قلت : يكفيني الله.
قال: فخرجنا من عنده فاستقبلني الفضل بن الربيع فقال ليس لك موضع تهرب إليه قلت بلى قال فإنه قد أمر بقتلك قال فخرجت إلى جبل فخرجت يوما أتجسس الخبر فأقبل ملاّح من بغداد فاستقبله ملاح آخر من البصرة فسأله ما الخبر.
قال: مات أمير المؤمنين قلت يا ملاّح قرب فقرب.
4- وقال سفيان بن عيينة: سمعت رجلا من أهل الكتاب أسلم قال أوحى الله إلى داود يا داود اصبر على المؤنة تأتك مني المعونة.
اقرأ أيضا:
أسباب تمنع محبة الله وتجلب كراهيته لبعض عباده