سئل بعض الحكماء عن أشد الأمور تدريبا للجنود وشحذا لها، فقال: استعادة القتال وكثرة الظفر، وأن تكون لها مواد من ورائها وغنيمة فيما أمامها؛ ثم الإكرام للجيش بعد الظفر والإبلاغ بالمجتهدين بعد المعركة، والتشريف للشجاع على رؤوس الناس.
وكان عظماء الترك يقولون: القائد العظيم ينبغي أن تكون فيه خصال من أخلاق الحيوان:
1-شجاعة الديك
2- قلب الأسد
3- حملة الخنزير
4- روغان الثعلب
5- خداع الذئب
6- وبكور الغراب.
مكيدة عظيمة:
لما اشتغل عبد الملك بن مروان بمحاربة مصعب بن الزبير اجتمع وجوه الروم إلى ملكهم فقالوا: قد أمكنتك الفرصة من العرب بتشاغل بعضهم ببعض، فالرأي أن تغزوهم في بلادهم.
فنهاهم عن ذلك وخطّأ رأيهم، ودعا بكلبين وأطلقهما فاقتتلا قتالا شديدا، ثم دعا بثعلب فخلاه بينهما.
فلما رأى الكلبان الثعلب تركا ما كانا فيه وأقبلا على الثعلب حتى قتلاه، فقال لهم ملك الروم: هذا مثلنا ومثلهم. فعرفوا صدقه وحسن رأيه ورجعوا عن رأيهم.
اظهار أخبار متعلقة
وصية حكيم:
وأوصى بعض الحكماء ملكا فقال: لا يكن العدو الذي قد كشف لك عن عداوته بأخوف عندك من الظنين الذي يستتر لك بمخادعته، فإنه ربما تخوف الرجل السم الذي هو أقتل الأشياء وقتله الماء الذي يحيي الأشياء، وربما تخوف أن يقتله الملوك التي تملكه ثم قتلته العبيد التي يملكها.
فلا تكن للعدو الذي تناصب بأحذر منك للطعام الذي تأكل.. واعلم أن مدينتك أمان من عدوك، ولا مدينة تحرز فيها من طعامك وشرابك ولباسك وطيبك، وليست من هذه الأربع واحدة إلا وقد تقتل بها الملوك.
مواضعها حتى خالطت الناس؟ إن وراءها لجمعا كثيفا. قال: فوالله ما أسرجوا ولا ألجموا حتى رأوا ساطع الغبار فسلموا، ولولا ذلك لكان الجيش قد اصطلم.
وقال بعض الحكماء لبعض الملوك: آمرك بالتقدم والأمر ممكن، وبالإعداد لغد من قبل دخولك في غد كما تعد السلاح لمن تخاف أن يقاتلك وعسى ألا يقاتلك، وكما تأخذ عتاد البناء من قبل أن تصيبه السماء وأنت تدري لعلها لا تصيبه، بل كما تعد الطعام لعدد الأيام وأنت لا تدري لعلك لا تأكله. وكان يقال: كل شيء طلبته في وقته فقد مضى وقته.