لو عاش المسلم وهو يعلم أن غده أفضل ويأمل في مستقبل أحسن ووضع يرضاه لكن هذا دافعا له على التقدم للمزيد.
وبعض الناس إن أصابه مكروه اسودت الدنيا أمام عينه فإن خسر تجارته مثلا صار كئيبًا كأنها آخر الدنيا لكن الله تعالى دعا للأمل وحث عليه ودعا المؤمن لأن يتعلق بالدار الآخرة ولا يأس على ما فاته من الدنيا قال تعالى:" لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ".
التعلق بالآخرة:
والتعلق بالآخرة يعني أنك تعيش في ذه الحياة الدنيا وقلبك معلق بالآخرة فإن حصل لك مكروه لا تنزعج ما يصيب المؤمن ...الحديث؛ لذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا, وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا , وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا , وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا"، والمصيبة في الدين تعني أن يترك المسلم العبادات التي شرعها رب البريات , ويقبل على الملذات والمعاصي والشهوات . فترك الصلاة عموماً من أكبر المصائب , وترك صلاة الجماعة خصوصاً كذا من أعظم المصائب . روى مسلم في صحيحه أن رجلاً أعمى قال: يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له، فلماّ ولىّ دعاه فقال: "هل تسمع النداء ؟ قال : نعم ، قال : فأجب " وفي رواية قال: "لا أجد لك رخصة" وقد كان سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى محافظين على الصلاة جماعة في وقتها دون تأخير .
مفهوم المصيبة في الدين:
وقد بين الله تعالى أنه حتى المصيبة في الدين لا ينبغي أن يقف المسلم عندها مكتوف الأيدي يتحسر فقط على ما وقع فيه لكن دعاه للامل والرجاء في عفو الله وليبدأ صفحة جديدة مع الله تعالى بالتوبة والاستغفار، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله: يا ابن آدم، إِنَّكَ ما دَعَوْتَني ورَجَوْتَني، غفرتُ لك على ما كانَ مِنكَ، ولا أُبالِي. يا ابنَ آدمَ، لو بلغتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السماءِ، ثم استَغْفَرتَني، غَفَرْتُ لك، ولا أُبالي. يا ابنَ آدم، إِنَّكَ لو أتيتني بِقُرابِ الأرض خَطَايا، ثم لَقِيتَني لا تُشْرِكُ بي شيئا، لأَتَيْتُكَ بِقُرابِها مَغْفِرَة. أخرجه الترمذي.
بل إنّ الله -تعالى- يحبّ التوابين، ويفرح بتوبتهم، ويبدّل سيئاتهم حسنات، والتوبة تمحو أثر الذنب، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ، كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه في السنن.
اقرأ أيضا:
الفرق بين الكرم والسفه.. بطون المحتاجين أولى اقرأ أيضا:
لو عايز تبقى مع النبي في الجنة.. داوم على هذه الأمور تكون رفيقًا له