أخبار

"وجاهدوا في الله حق جهاده".. ماذا عن "جهاد النفس" العدو الأكبر؟

"روشتة نبوية" أطعمة وأشربة نهى عنها النبي

ما صور الإفساد التي نهى الله عن ارتكابها في الأرض؟ (الشعراوي يجيب)

الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبر

موسى والخضر.. قصة أجابت على أصعب سؤال في الوجود.. كيف يعمل القدر ؟

من أكثر الناس قربًا له قبل الإسلام.. كيف أصبح أشد أعداء النبي سيد فتيان أهل الجنة؟

من هم الْأَعْرَاب ولماذا وصفهم الله بأنهم "أشد كفرًا ونفاقًا"؟

فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة..لا تتنافس على الشر واكتشف سترك الحقيقي

أكثر تطوع النبي والصحابة.. "خير دينكم أيسره"

أسهل عبادة.. أجرها عظيم وأفضل من الجهاد وبها تطمئن القلوب وترتفع الدرجات

اسم الله الأعظم.. يكشف الكروب ويفرج الهموم

بقلم | أنس محمد | الاثنين 01 يوليو 2024 - 06:26 م

تحدث العلماء عن الكثير من أسماء الله الحسنى التي يرجح من بينها أنه اسم الله الأعظم الذي إذا ما دعي به أجيب.

و اسم الله اللطيف، فهو سر الله الأعظم، الذي إذا ما دعونا به الله استجاب لنا، وفك كربنا، وكشف غمنا.

وورد اسم الله "اللطيف" في كتاب الله في سبعة مواضع (الأنعام، والحج، لقمان، الأحزاب، الملك... يوسف، والشورى)، ارتبط في خمس منها باسمه سبحانه الخبير.. وفي هذا دقيقة مهمة: ألا يظن البعض أنه لما لطف وخفي عن أن يبصره عباده في الدنيا، أنه قد غاب علمه عنهم وعن أفعالهم؛ فجاء اسمه الخبير ليدل على أنه محيط بما يعملون، خبير بما يصنعون.

معنى اللطيف:


لطف: بمعنى دق وصغر، ولطف: بمعنى خفي واستتر، ولطَف بعبده: أي رفق به؛ أي عامله بالرفق.

كيف يلطف بنا؟


1ـ اللطيف في وجوده:


وهو هنا بمعنى خفي واستتر، فجل أن تدركه الأبصار أو تحيط به؛ لعظمته وجلاله، كما قال سبحانه: {لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}(الشورى:103).

فلا تدركه الأبصار؛ لأنه اللطيف الذي جل بلطفه أن يدرك، وهو يدرك الأبصار؛ لأنه الخبير الذي علا بعلمه أن يخفى عليه شيء.

فلا يدركه أحد ولا يحيط بصفات كماله أحد، وكان حجبه نفسه عن خلقه في الدنيا لطفا بهم وشفقة عليهم؛ لضعفهم وعجزهم أن تدركه أبصارهم في هذه الحياة كما في الحديث [حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه].

فإذا كان يوم القيامة هيأهم وأقدرهم على النظر إليه، فما رأوا شيئا أجمل ولا أعظم ولا أبهى ولا أحب إليهم من النظر إلى وجهه الكريم.

2ـ اللطيف في علمه:


فهو الذي لطف علمه حتى أحاط بكل المعلومات، فأحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا.. يعلم مثاقيل الجبال، ومكاييل البحار، وعدد قطر الأمطار، وعدد ورق الأشجار، وعدد ما أظلم عليه ليل أو أشرق عليه نهار.

لطف علمه فلا يخفى عليه دبيب النملة السوداء، في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء، لا تواري منه سماء سماء، ولا أرض أرضا، ولا جبل ما وعره، ولا بحر ما في قعره، {إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء}(آل عمران:5 ،6). {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}(لقمان:16).

لطف علمه حتى أحاط بالسرائر والخبايا، وأدرك البواطن والخفايا، وعلم مكنونات الصدور، ومغيبات الأمور، وما حوته الأرض من مخبآت البذور {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً ۗ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}(الحج:63).

3ـ اللطيف بعباده:


يلطف بهم في أقداره وأفعاله، وتدابيره وأعماله. فـ {الله لطيف بعباده}.

فهو البر بهم، والرؤوف بحالهم، يلطف بهم من حيث لا يعلمون، ويهيئ مصالحهم من حيث لا يشعرون، ويرزقهم من حيث لا يحتسبون، ويحفظهم بالليل وهم نائمون، وبالنهار وهيم يلهون ويلعبون، ويرأف بهم ويحلم عليهم وهم عن ذكره معرضون.

ومن لطفه بهم، أن يرزقهم إذا افتقروا، ويغيثهم إذا قحطوا، ويشفيهم إذا مرضوا، ويغفر لهم إذا أذنبوا واستغفروا، ويمهلهم إذا عصوا وأصروا واستكبروا.

4- اللطيف في شرعه:


ومن لطفه بهم أن يلطف بهم في شرعه:

{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}(البقرة:185)، {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا . يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا}(النساء:26ـ28). {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(المائدة:6).

تدرج معهم فيما حرم عليهم كالخمر وفيما فرض عليهم كالصوم والصلاة والجهاد، وغيرها. وما كلفهم إلا بما يطيقون، ووضع عنهم الإصر والأغلال التي كانت على السابقين، وأسقط عنهم ما لا يستطيعون، ووضع لهم شرعا حكيما تصلح به دنياهم وأخراهم ومعاشهم ومعادهم {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير}(الملك:14).

5- اللطيف الذي يخفي الأمور في أضدادها:


فيجعل العطاء في المنع، والرفعة في الابتلاء، والمنحة في ثنايا المحنة.. فيمنعك أحيانا ليحفظك، ويبتليك ليرفعك، فربما منعك شيئا مما تحب؛ لئلا يمسك ضر ما تكره؛ "فإن اللطف كل اللطف أن يحفظك الله من مخبئات الأقدار التي يعلمها ولا تعلمها". قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إن العبد ليسعى في الأمر حتى إذا تهيأ له قال الله اصرفوه عنه فإني إن يسرته له أدخلته النار".

من آيات لطف الله بنا:


الله اللطيف أمر أم موسى أن تلقي وليدها ورضيعها في اليم إذا خافت عليه، فيتحول اليم من مادة للقتل إلى طريق للنجاة، وبدلا من أن يقتله فرعون يأخذه ليعيش في قصره ويربيه في بيته. {إن ربي لطيف لما يشاء}.

الله اللطيف لطف بمريم فتقول: {ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا} فتدعو على نفسها بالموت، ولا تعلم أنها صارت بهذا الحمل آية من آيات الله الباهرة الدالة على عظيم قدرته القاهرة، وأن في بطنها نبيا من أولي العزم من الرسل، وأنها بفضل هذا الذي حملت به رفعت إلى مصاف الصديقين {وأمه صدّيقة}، فظنتها كربات، وإنما كانت من الله كرامات. {إن ربي لطيف لما يشاء}.

الله اللطيف لطف بيوسف وهو يتنقل بين أصناف البلاء، من البيت إلى الجب، ومن الجب إلى القصر والرق، ومن القصر إلى السجن، ثم من السجن إلى ملك خزائن الأرض. فانظر إلى لطف الله به، وإحسانه إليه، وحسن تدبيره لأمره: {إن ربي لطيف لما يشاء}.

الله اللطيف لطف بأصحاب السفينة يسوق الله لهم الخضر فيخرق السفينة؛ ليحفظها لهم من الملك الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا.. ويقتل الغلام؛ لئلا يرهق أبويه المؤمنين طغيانا وكفرا.. ويبني الجدار؛ ليحفظ كنز الولدين الذين كان أبوهما صالحا حتى يكبرا ويستخرجا كنزهما.. هذا كله يراه موسى عليه السلام فيتعجب ويعترض، ولكن كانت كل فعلة منه في ظاهرها رزية، ولكن كان وراءها لطف خفي.. {إن ربي لطيف لما يشاء}.



الكلمات المفتاحية

اسم الله الأعظم معنى اسم الله اللطيف كيف يلطف الله بنا؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تحدث العلماء عن الكثير من أسماء الله الحسنى التي يرجح من بينها أنه اسم الله الأعظم الذي إذا ما دعي به أجيب.