الحب.. كيف يحصل؟ وهل تستطيع أن تتحكم فيه ؟.. هل هو العقل، أم القلب، أم الروح، أم النفس.. وما هو الفرق بين كل ذلك؟.
اعلم أنك لو كنت تحب الله عز وجل وأولادك وعملك.. فاعلم أن هذا كله اسمه (حب)، لكن يكون ذلك؟.. يقول المولى عز وجل: (لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا )، فهل القلب له عقل؟.
في الدين الإسلامي لا يقتصر الحب على الحب المادي للمرأة، بل الحب عاطفة أشمل وأعم، دوافعه الأجر والخير وثمرته الجنة، فحب العبد لربه، أو المؤمن لرسوله صلى الله عليه وسلم، أو المؤمن لأخيه المؤمن علامة من علامات اكتمال الإيمان، وسبب دخول الجنة، كما قال تعالى: « قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ » (آل عمران: 31).
وعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا».
حب الرسول
من المفترض أن تكون قلوبنا جلبت على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن انشغل بهذا الحب، نال كل شيء، ولم يفقد يومًا أي عاطفة، فلا يمكن يشغله شيء آخر مهما كان، لكن من كان قلبه فارغًا من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان معرضًا للوقوع في أمور أخرى قد تكون سببًا لهلاكه.
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتلك ذكاءً عاطفيًا شديدًا، وحساسية شعورية نبيلة، ولا يدع وسيلة من وسائل الألفة والود والحب إلا سلكها وأوصى بها؛ فكان صلى الله عليه وسلم ألين الناس عريكة وأكرمهم عشرة، قال تعالى: « فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ » (آل عمران: 159)، كما كان حريصًا على التصريح بحبه الصادق تجاه أصحابه فرادى وجماعات.
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟الحب الحقيقي
وبالتالي فكيف بنا لا نجعل هذا الرجل العظيم، الذي جعل كل حياته في سبيل توجيهنا إلى الطريق الصحيح، فضلا عن دعواته العديدة لنا، وإصراره على أن يكون شفيعًا لنا أمام رب العالمين، ولا يكون هو الأولى بحبنا؟!.
فقد أخرج البخاري وغيره عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين»، وقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في حب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
ففي الحديث الطويل الذي رواه البخاري: «فرجع عروة إلى أصحابه، فقال: أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملكًا قطُّ يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدًا».