هذان الصنفان من المسلمين لا يدخلان الجنة.. تعرف على صفتهما

بقلم | محمد جمال حليم | الاحد 19 يناير 2025 - 09:50 ص

توعد الله تعالى أقواما بأنهم لا يدخلون الجنة وهذا الوعيد من أشد الوعيد لا سيما إن كان هؤلاء من المسلمين الموحدين.

المتكبرون لا يدخلون الجنة أولاً:

ومن هؤلاء الذين وقع عليهم التهديد والوعيد المتكبر فقد ورد في الحديث قوله ﷺ: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" فما معنى أن المتكبر لا يدخل الجنة؟

ورد في تأويل هذا الحديث ونظرائه أن معناه لا يدخل الجنة مع أول الداخلين فلا بد أن يجازى على جرمه العظيم وهو الكبر.. والذرة يعبر بها على أقل ما يمكن أن يتصور، وذلك على عادة العرب وطريقتهم في الخطاب حيث إنهم يعبرون عن الشيء اليسير جدًّا بالذرّة، والذرة معروفة وهي صغار النمل.

وبعض العلماء يقول: هذا جزاؤه إن جازاه، ولكن الله قال: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، وبعضهم يقول: إن كان تكبره على قبول الحق والإيمان بمعنى أنه رد دعوة الرسول ﷺ ونحو ذلك فإنه لا يدخل الجنة، وليس هناك حاجة لمثل هذه المحامل والتأويلات، وإنما يقال: لا يدخل الجنة من كان في قبله مثقال ذرة من كبر، بمعنى أنه يمحص في النار ثم بعد ذلك حينما يُطهر وينزه يدخل الجنة، فيكون مصيره ومآله إلى الجنة، هذا معروف، هذا هو الذي يكون به الجمع بين الأدلة التي تدل على مغفرة الله سبحانه وتعالى لما دون الشرك.

معنى الكبر:

والكبر معناه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بطر الحق وغمط الناس))، بمعنى أنه رفض الحق وعدم الأخذ به والإصرار على رأيه وطريقته وهو يعلم أن احق في سواها، وغمض الناس أي ازدراء الناس ، يقول الغزالي: "هو استعظام النفس، ورؤية قدرها فوق قدر الغير"، وقال أيضًا: "الكبر حالة يتخصص بها الإنسان من إعجابه بنفسه، وأن يرى نفسه أكبر من غيره"، بينما قال الجاحظ: "الكبر هو استعظام الإنسان نفسه، واستحسان ما فيه من الفضائل، والاستهانة بالناس واستصغارهم والترفع على من يجب التواضع له".

لا يدخل الجنة نمام:

ومن الأصناف التي توعدهم الله أيضا بعدم دخول الجنة النمام الذي يسعى بالنميمة بين الناس، وهذا أيضا من باب الوعيد، للتهديد من النمامة، حيث لا يدخل الجنة نمام، من باب التهديد وهو موحد مسلم، إذا كان مسلمًا موحدًا هذا رجى دخول الجنة، هذا يرجى لها خيرا عظيما، لكن هذه المعصية يخشى منها أن يمنع من الجنة وقتا ما، وأن يدخل النار وقتا ما، كسائر أهل المعاصي، فإن أهل المعاصي تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر لهم وأدخلهم الجنة من أول وهلة، وإن شاء عذبهم في النار على قدر معاصيهم مدة من الزمن.

معنى النميمة:

والنميمة هي نقل الكلام على سبيل الوقيعة بين الناس وإفساد ما بينهم فالنمام إذًا هو الذي ينقل كلام الناس، ينقل الكلام الذي يسبب فتنة، قال فيك فلان: كذا، قالت لك فلانة كذا، حتى يسبب الشر، ينقل كلام زيد لعمرو، يقول: ترى فلان تكلم فيك، ترى فلان تكلم فيكم، ترى فلانة تكلمت فيكم، حتى تكون العداوة والشحناء هذه هي النميمة.

فهذه الأصناف من الناس موجودة للأسف بين المسلمين فمنهم المتكبر بظلمه المعتد برأيه وهو يعلم أنه على خطأ ومنهم الذين ينقلون الكلام بأي صورة كانت سواء نقل شفهيا أو ينقلون رسائلهم وتسجيلاتهم على مواقع التواصل يفعلون هذا بقصد إحداث الفتنة والوقيعة بين الناس وإفساد ما بينهم، ولهذا كان جزاؤهم مغلظًا.