عزيزي المسلم، كن على يقين بأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو باب الوصول إلى الله عز وجل، وأن معرفة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام، وتوقيره وتعظيمه من أساسيات الإيمان، لأنه بدون تعظيم الوسيلة فلا وصول للمقصود، فتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم من حقوق النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم التي أوجبها الله في كتابه الكريم.
قال تعالى: « لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ » (الفتح: 9)، وقال أيضًا سبحانه وتعالى: « فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » (الأعراف: 157).
وقد ضرب أصحاب النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أروعَ الأمثال في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ يقول أسامة بن شريك: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حوله كأنما على رؤوسهم الطير».
واجب كبير
إذن فإن تعظيم النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، لهو واجب كبير على الجميع، حتى بعد موته، إذ يقول أحد الحكماء: «واعلم أن حرمة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، وتوقيره وتعظيمه، لازم كما كان حال حياته، وذلك عند ذكره صلى الله عليه وسلم، وذكر حديثه وسننه، وسماع اسمه وسيرته، ومعاملة آله، وتعظيم أهل بيته وصحابته».
ومن أدوات هذا التعظيم الصلاة والتسليم على النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، والإكثار من ذلك كما أمر اللهُ بذلك، قال تعالى: « إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا » (الأحزاب: 56).
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا».
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبينالغلو في التعظيم
لكن مقابل ذلك، إياك والغلو في التعظيم، حتى لا تقع فيما لا يرضى الله عز وجل، فإن في ذلك أعظم ما يؤذيه صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى آمرًا نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخاطب المة بقوله: « قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا » (الكهف: 110).
كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الغلو فيه والتجاوزِ في إطرائه ومدحه، ففي صحيح البخاريّ من حديث الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله».