تقدم لها وهي أجمل ما يكون في الرشاقة والاهتمام بالنفس والجمال، بعدما رأى صورتها المحسنة بأدوات التكنولوجيا الحديثة، التي تستطيع من خلالها أي فتاة خداع أي شاب، بعمل بعض الخدع البصرية من تغيير لون العينين، واختيار شكل الشعر، وتنحيف أو تكبير أي منطقة في الجسم، فأولع الشاب المسكين بها، ظنا منه أنه لم يجد من هي اجمل منها، خاصة وأنه مولع بالجمال ويحب الجميلات.
خداع بصري
لم يتحمل الشاب المسكين صبرا أكثر من ذلك، فهرول متقدما لخطبتها، بعدما نجحت في خداعه من خلال القيام بعمليات تجميل بسيطة، لتقنعه بأن صاحبة الصورة هي التي في الحقيقة، فقامت بصبغ لون شعرها، وتنعيمه بما يسمى "الكيرياتين" ثم قامت بشراء عدسات ملونة، واستخدام بعض الملابس التي تملأ بها بعض المناطق وتعمل على تنحيف بعض المناطق الأخرى، ومع اختيار "كوافيرة" ماهرة استطاعت أن تخفي عيوب وجهها، فوافق الشاب على العروسة وخطبها بالفعل ثم تزوجها.
وشيئا فشيئا وبعد الأيام الأولى من الزواج، عرف الشاب المسكين أنه لم يقم باختيار العروسة الملائمة له، وأنها لم تكن هي التي في خياله، وبدأ يفكر ماذا يفعل في هذه الزيجة، فضلا عن قبح جمالها فقد اكتشف سوء أخلاقها أيضا، لتسوء العلاقة بينهما، وتبدأ إجراءات الطلاق.
تزوجت ثم تخلت عن جمالها
رجل أخر تزوج امرأة جميلة بنسبة كبيرة بالفعل دون محسنات الخداع البصري، ولكنه ومع مرور سنوات قليلة، بدأت الزوجة في التخلي شيئا فشيئا عن جمالها، بعمل أواني المحاشي واللحوم والمكرونة، وبعد طفلين أنجبتهما، أصبحت التي كان وزنها لا يزيد عن 60كجم، يزيد وزنها بعد خمس سنوات على مائة رطل من اللحوم والشحوم والدهون؟
لم تكتف الزوجة بهذا، بل إنها ضمنت بعد إنجابها الأطفال، ولهث الزوج المسكين وراء لقمة العيش، بأنه لم ينظر لغيرها، خاصة وأنه أصبح غارقا في مشكلات البحث عن الجنيه ورغيف العيش لأبنائه، فما كان منها إلا أنها ضمنت حياتها معه، فأصبحت صاحبة الثلاثين عاما حينما تنظر إليها وكأنها إحدى غوريلا عصور الديناصورات، فما كان من الرجل سوى أن كره حياته، وكره اليوم الذي تزوج فيه.
اظهار أخبار متعلقة
عينه زايغة
أما الرجل الأخير، فهو "زير نساء" لا يكتفي من الناس بواحدة، ولو كانت زوجته جميلة الجميلات، فهو يرى كل النساء جميلة، ويحلم ألو يتزوج بجميع النساء، فلا يرضى من زوجته شيئا، حتى ولو اشترت له لبن العصفور، فهو دائما ما يبحث عن الزوجة الاخرى ويحلم بها ويلهث وراء أي مرة تقع عينه في عينها، فلا هو راض بما قسمه الله له، ولا هي سعيدة معه بسبب فشلها في كبح جماح شهوته رغم جمالها.
كيف نختار شريك حياتك دون أن نندم؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
فليكن همك الوحيد حينما تختار زوجتك ولين همك أيتها الفتاة حينما تختارين زوجك، هو صلاح الدين، فهو يغني أحدكما عن خداع الأخر، فإذا كان مع ذلك جمال ومال وحسب فهذا خير إلى خير، لكن لا يكون همك الجمال أو المال أو الحسب، لا.
فليكن أكبر الهم وأعظم القصد صلاح الدين واستقامة الأخلاق، تسأل عنها الخبيرين بها، فإذا كانت ذات دين بعيدة عن الكذب والتبرج وعن أسباب الفتنة، محافظة على الصلاة في أوقاتها فاقرب منها، وإذا كانت بخلاف ذلك فاتركها.
فالمرأة المتدينة صاحبة الخلق التي تحب زوجها ستكون حريصة على أن تبقى أجمل الجميلات في عينه.
لماذا ذات الدّين بالذات؟
سؤال تعددت إجاباته أولها لأنها خير متاع الدنيا .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.
ولأنها تُعين على الطاعة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سُئل : أي المال نتخذ ؟ قال: ليتخذ أحدكم: قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة والسبب الثالث أنها من خصال السعادة،
ويؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه: ثلاث من السعادة ، وثلاث من الشقاوة؛ فمن السعادة: المرأة تراها تعجبك، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك.
ومن الشقاوة: المرأة تراها فتسوءك، وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك" (صحيح الجامع).
بالإضافة إلى تلك الأسباب التي تدفعنا إلى التمعن في ذات الدين أن المرأة أمان نفسي، فيقول النبي عليه الصلاة والسلام: "خير النساء من تسرّ إذا نظر، وتطيع إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها".
والمرأة كذلك بحاجة إلى الرجل المتديّن، لأن الدِّين الذي يحمي صاحبه ضرورة من ضرورات الأمن النفسي، وذلك في حالة غياب أحدهما عن الآخر يبقى الـودّ محفوظـاً لا لأجل الطرف الآخر فحسب ، بل لأن المتديّن حقيقة يُراقب الله ، ويعلم أن الله مُطّلع عليه.