أخبار

هل على الذهب الذي اشتريته لبناتي زكاة؟

تحذير: عدم غسل فرشاة الشعر قد يؤدي إلى تساقط الشعر والالتهابات

احذر تناول البطاطس التي تحتوي على هذه العلامة

"وجاهدوا في الله حق جهاده".. ماذا عن "جهاد النفس" العدو الأكبر؟

"روشتة نبوية" أطعمة وأشربة نهى عنها النبي

ما صور الإفساد التي نهى الله عن ارتكابها في الأرض؟ (الشعراوي يجيب)

الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبر

موسى والخضر.. قصة أجابت على أصعب سؤال في الوجود.. كيف يعمل القدر ؟

من أكثر الناس قربًا له قبل الإسلام.. كيف أصبح أشد أعداء النبي سيد فتيان أهل الجنة؟

من هم الْأَعْرَاب ولماذا وصفهم الله بأنهم "أشد كفرًا ونفاقًا"؟

تعيش دور المظلوم وتشعر بقلة الحظ والتوفيق؟.. "قل هو من عند أنفسكم"

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 05 يونيو 2024 - 07:53 ص

يقول الله تعالى في سورة آل عمران: "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)".

نزلت هذه الآية الكريمة خلال غزوة أحد لتظهر لنا أن مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم والمعاصي من أهم أسباب الهزيمة وتخلف النصر عن الأمة، فبسبب معصية واحدة خالف فيها الرماة أمره ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ذهب النصر بعد أن انعقدت أسبابه، ولاحت بوادره، فالمسلمون انتصروا في بداية المعركة حينما امتثلوا أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، بينما انهزموا حينما خالفوا أمره ـ صلى الله عليه وسلم.

 وفي ذلك يقول الله عز وجل: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران:152)، ومن ثم ينبغي أن يُعْلَم أنه وإن كان إعداد العدة والعدد مطلبا شرعيا، إلا أن النصر والهزيمة لا يتوقفان عليهما، فبالمعاصي تدور الدوائر، فقد فاضت أرواح في تلك الغزوة بسبب معصية، ومحيت حضارات كثيرة بسبب الذنوب والمعاصي .

اقرأ أيضا:

الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبر

أثر المعصية على حياة الإنسان


يندفع الإنسان في أغلب ظروفه التي يشعر فيها بعد التوفيق وقلة البركة، إلى التمرد والبكاء والشعور بسوء الحظ، فلا ينظر ماذا قدم لكي تنزع منه البركة وتنغلق في وجهه الأبواب، بل أنه دائما ما يسارع باللجوء إلى المظلومية، والنواح على ما فاته من المال وشهوات الدنيا.

وقد قدَّر الله سبحانه وتعالى أن يكون كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطّائين من يُبادر للتوبة، فالذنوب والمعاصي قد تؤدي إلى زوال النعم والكثير من العقوبات التي تنقسم إلى قسمين، وهما: عقوبات شرعية، وعقوبات قدرية، وتكون هذه العقوبات في القلب أو في البدن أو فيهما معاً.

ومن العقاب ما يؤجل لما بعد الموت أو يوم المحشر، فلا يمكن أن تُترك الذنوب دون محاسبة، وقد يظن الناس ذلك لجهلهم، يقول النبي "صلى الله عليه وسلم": (إنَّ الرجلَ ليُحرَمُ الرزقَ بالذنبِ يصيبُهُ، ولا يردُّ القدرَ إلا الدعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلا البرُّ).


من صور أضرار المعاصي:


- الحرمان من نور العلم؛ الذي يُعدّ من صور النعيم المُعجّل للعباد في الدُنيا، فاكتساب العبد للذنوب يؤدي به إلى الظلام في البصيرة، فعندما أُعجب الإمام مالك بذكاء تلميذه الإمام الشافعي - رحمهما الله - قال له: (إني أرى أن الله قد ألقى على قلبك نورًا فلا تطفئه بظلمة المعصية).

- الشعور بالوحشة في القلب؛ وتبدأ الوحشة بين العبد وربه، ثمَّ تنتقل لعلاقة العبد المُذنب مع العباد، حتى يشعر بها أقرب الناس إليه، فلا يجد في نفسه الانتفاع من مجالس الصالحين، وإنَّما يرغب بحضور مجالس السوء، فتغدو حياته مريرة؛ لأنَّه كلما ابتعد عن الله – تعالى - زادت هذه الوحشة والظُلمة في قلبه، وكلما اقترب زاد أُنسه بالله تعالى.

- الافتقار للتوفيق في حياته؛ مع الشعور بتعسّر الأُمور، فيرى الأبواب مُغلقة في وجهه، بخلاف من اتقى الله تعالى، فإنَّه يجد من كل هم فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً.

- الضعف في بدنه؛ فالمؤمن يجد قوة في قلبه تنعكس على سائر بدنه، وإن كان العاصي قوي في بدنه، فإنَّه شديد الضعف عند الحاجة.

- الحرمان من الرزق؛ فكما ارتبطت سعة الرزق بتقوى الله تعالى، فإنَّ أكثر ما يجلب الفقر هو البعد عن تقوى الله وطاعته، ويكون ترك التقوى باقتراف الذنوب والمعاصي وترك الفرائض والواجبات.

- نزع البركة من العمر؛ فمن أقبل على الذنوب ضاعت أيامه، فحياة الإنسان الحقيقية تُقدّر بالأوقات التي قضاها بطاعة الله – تعالى - وعبادته.

- الحرمان من فعل الطاعة؛ لأنَّ الطاعة لا تحصل للعبد إلا بتوفيق من الله تعالى، فعندما يختار العبد طريق المعاصي والذنوب فإنَّه يضعف في نفسه الإقبال على الطاعات، والمبادرة للتوبة بعد اقتراف السيئات، يُروى أن رجلاً جاء للحسن البصري في مسألة، فقال أنَّه يتجهز لقيام الليل ولا يقوم، فردَّ عليه الحسن البصري قائلاً: (ذنوبك قيّدتك)، كما قال سليمان الداراني رحمه الله: (لا تفوت أحدًا صلاة الجماعة إلا بذنب).

- الذل في نفسه؛ فالعزيز من أطاع الله - تعالى - وخالف هواه، يقول سليمان التيمي: (إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته).

- الهوان على الله وعلى الناس؛ ومن هان على الله – تعالى - فلا عزة له بحال من الأحوال، كما أنَّه – تعالى - ينزع كرامته من أهل المعصية، بخلاف أهل الطاعة، يقول أبوالدرداء رضي الله عنه: (إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر).

- فقدان البصيرة وانعدام الغَيرة؛ فيغدو يستحسن القبيح، ويستقبح الحسن، ولا يكتفي بفعل الذنوب وإنَّما يدعوا الناس إليها ويُزيِّنها لهم، فقدان النعم، فكما أنَّ النعم تُستجلب بطاعة الله تعالى، فإنَّ الذنوب والمعاصي تمنعها، ذهاب الحياء، فيصبح العاصي غير مُبالٍ باطلاع الناس على قبح ما يفعل، فيُجاهر دون خوفٍ من الله - تعالى - أو حياءٍ من عباده.

- التعود على الذنوب والمعاصي والاعتياد عليها؛ فبعض العُصاة يصل إلى التفاخر بمعصيته دون أن يرى قُبحها، ويتألم بالبعد عنها.

- الغفلة في القلب؛ فتكاثر الذنوب يؤدي إلى صدأ القلب، يقول الحسن رحمه الله: (هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب)، فيشعر وكأن على قلبه غلاف ويأسره الشيطان.

- نزول النقم، يقول ابن القيم: (ومن تأثير المعاصي في الأرض: ما يحل بها من الخسف والزلازل، ويمحق بركتها، وكثير من هذه الآفات أحدثها الله – تعالى - بما أحدث العباد من الذنوب).



الكلمات المفتاحية

أثر المعصية على حياة الإنسان أضرار المعاصي قل هو من عند أنفسكم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يقول الله تعالى في سورة آل عمران: "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُ