يجب على العاقل أن يكون أشد خوفا من لسانه أشد من خوفه من السبع الضاري القريب المتمكن من أخذه فإن قتيل السبع من أهل الإيمان ثوابه الجنة وقتيل اللسان عقوبته النار إلا أن يعفو الله.
فإياك يا أخي والغفلة عن اللسان فإنه سبع ضار وأول فريسته صاحبه.. وأغلق باب الكلام من نفسك بغلق وثيق ثم لا تفتحه إلا فيما لا بد لك منه فإذا فتحته فاحذر وخذ من الكلام حاجتك التي لا بد لك منها وأغلق الباب.
محاذير ومخاطر:
1-إياك والغفلة عن ذلك والتمادي في الحديث وأن يستمد بك الكلام فتهلك نفسك فإنه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاذ :" وهل يكبّ الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم".
2- وسأله رجل فقال ما أتقي فقال هذا يعني لسانه وقال له رجل ما أخوف ما تخاف عليّ فقال هذا وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه.
3- وقال له آخر ما النجاة فقال: أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك.
4- وقال صلى الله عليه وسلم: من صمت نجا.. وقال : من سره أن يسلم فليلزم الصمت.
5- ورد عمر بن الخطاب على أبي بكر رضي الله عنهما وهو آخذ بطرف لسانه فقال ما تصنع فقال هذا أوردني الموارد.
6- وقال عبد الله بن مسعود: ليس شئ أحق بطول سجن من لسان.
فإياك يا أخي والغفلة عنه فإنه أعظم جوارحك عليك جناية وأكثر ما تجد في صحيفة أعمالك يوم القيامة من الشر ما أملاه عليك لسانك وأكثر ما تجده في صحيفتك من الخير ما اكتسبه قلبك.
أعمال تخفى على إبليس:
اكتساب قلوب الحكماء وأهل البصائر للخير أعمال خفية تخفى على إبليس وعلى الحفظة فهي أعمال نقية من الفساد زاكية قد حصلت مع خفة مؤنة على أهلها جزيلة الثواب مخلصات من عوارض العدو ومن هوى النفس.
وذلك لأنها أعمال مستورة عن أعين العباد خاملة لأن العبد يصل إليها قائما وقاعدا ومضطجعا فأولئك هم أولو الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم وأكثر ذكرهم التفكر قال تعالى " ويتفكرون في خلق السماوات والأرض"
فهم أهل الإخمال من المؤمنين الذين عبدوا الله عبادة لم تظهر منهم سياسة القلب.
اقرأ أيضا:
أخطأوا في حقك وجاؤوا معتذرين.. ماذا يجب عليك؟