العقرب كائن مؤذ، لسعته ربما تكون قاتلة خاصة لصغار السن، وهي مضرب الأمثال في الشرور والأذى، حيث يقول الناس بسبب شره وآذاه " فلان مثل العقرب".
حكاية عجيبة:
قيل ليحيى بن خالد، وزعموا أنهم لم يروا رجلا لم يختلف إلى البيمارستانات- المستشفيات- ولا رجلا مسلما ليس بنصراني ولا رجلا لم ينصب نفسه للتكسب بالطب كان أطب منه- فلما قيل له: إن القيني قال : «أنا مثل العقرب أضر ولا أنفع».
قال: ما أقل علمه بالله عز وجل؛ لعمري إنها لتنفع إذا شق بطنها ثم شد على موضع اللسعة، فإنها حينئذ تنفع منفعة بينة.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟فوائد العقرب:
1-العقرب تجعل في جوف فخار مشدود الرأس مطين الجوانب، ثم يوضع الفخار في تنور، فإذا صارت العقرب رمادا سقي من ذلك الرماد من به الحصاة مقدار يسير منه، فيفتت الحصاة من غير أن يضر بشيء من الأعضاء والأخلاط.
2- تلسع العقارب المصابين بالحميات فيفيقون، وتلسع الأفاعي فتموت، ومنها ما يلسع بعضها بعضا فيموت الملسوع، فهي من هذا الوجه تكفي الناس مؤونة عظيمة.
3- تلقى العقرب في الدهن وتترك فيه، حتى يأخذ الدهن منها ويمتص ويجتذب قواها كلها بعد الموت، فيكون ذلك الدهن يفرق الأورام المستعصية، وقد عرف ذلك بعض الأطباء قديما.
غرائب أخرى:
1-ومن أعاجيبها أنها لا تسبح، ولا تتحرك إذا ألقيت في الماء كيف كان الماء: ساكنا أو جاريا.
2- العقرب تطلب الإنسان وتقصد نحوه، فإذا قصد نحوها فرت وهربت وتقصد أيضا نحو الإنسان، فإذا ضربته هربت، هرب من قد أساء، وتعلم أنها مطلوبة.
3- وبين العقارب وبين الخنافس مودة، والمودة غير المسالمة.
والمسالمة: أن يكون كل واحد من الجنسين لا يعرض للآخر بخير ولا شر، بعد أن يكون كل واحد منهما مقربا لصاحبه.
والعداوة أن يعرض كل واحد منهما لصاحبه بالشر والأذى والقتل، ليس من جهة أن أحدهما طعام لصاحبه.
والأسد ليس يثب على الإنسان والحمار والبقرة والشاة من جهة العداوة، وإنما يثب عليه من طريق طلب المطعم.. ولو مر به وهو غير جائع لم يعرض له الأسد.
والمودة: كما يكون بين العقارب والخنافس، فإن بعضها يتألف بعضا، وليست تلك بمسالمة، وكما بين الحيات والوزغ – البرص-.