نحتفل كل عام بذكرى عاشوراء .. هذا اليوم الذي نجا الله تعالى فيه موسى عليه السلام من فرعون وملائه..
خروج اليهود من مصر:
إن قصة خروج اليهود من مصر من لقص التي أثارت جدلا واسعا بين المؤرخين والمفسرين قديما وحديثا ففي حين يتشدد البعض في إنكارها فهناك من يثبتها عملا ببعض النصوص في القرآن وبعضها في العهدين القديم والجديد ..
ولقد تضاربت هذه النصوص تضاربا جعل هذه القصة مثار نقد وأخذ ورد وغن كان الثابت خروجهم وهو الاتفاق على الأحداث الرئيسية فإنهم راحوا يختلفون بين عددهم أثناء الخروج حيث إن هناك روايات مبالغ فيها جدا وما نرتاح إليه من الروايات أن عددهم كان نحو 600 فردا بخلاف ما يرى أنه كانوا عدة ملايين.
درس في اليقين:
وبعيدًا عما ذكر في القصة من أحداثها وعدد اليهود فيها فإن الثابت أن فرعون تتبعهم يريد قتلهم وقد خروج بقيادة نبي الله موسى عليه السلام.
والمتأمل في مجريات القصة يدرك أنها درس عملي في يقين فهذا نبي الله تعالى يقود قومه هروبا بهم من بطش الطاية فرعون فإذا فرعون يتتبعه حتى إن قوم موسى قالوا إنا لمدركون حيث استحال النجاة بالأسباب المادية الظاهرة أمامهم فالبحر أمامهم والعدو خلفهم.. هذا المشهد صوره القرآن تصويرا رائعا حين قال عز وجل : "فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ "..
وهنا يأتي اليقين الذي انطلق بقلبه موسى قبل لسانه فهو يعلم علم اليقين أن الله ناصره وانه تعالى لن يخذله ولم لا وقد خرج في سبيله وابتغاء دعوت وان ميد جنده وناصر عبده فإذا تلاشت أسباب النجاة الظاهرة لدى البعض فإن موسى يرى ما لا يرون ويدرك ما لا يدركون فهو على يقين بأن رب الأسباب هو من يصرف الأمور وحتما سيكون هناك مخرج وذا قال بلسان الواثق من النجاة: "كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ".. قالها موسى وهو لا يدرك حقيق ما هو المخرج هو متأكد من أن هناك مخرجًا لكن ما هو لا يعلم وهنا جاء الوحي قال تعال: " فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}.
اليقين سبيل النجاة:
وهذا المشهد العظيم مشهد النجاة هو نتيجة طبيعية لليقين والثقة في الله تعالى انظر إلى يقين موسى وصدق توكله على الله -عز وجل- لما قال أصحاب موسى من بني إسرائيل إنا لمدركون أي سيلحقنا فرعون وجنده، قال موسى-عليه السلام- بيقين وصدق وثقة وحسن ظن بالله{قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}، هذا درس لنا جميعا ولكل من يسلك سبيل الله تعالى كن واثقا في نصر الله لك .. كان على يقين بأن الله لن يخذلك ما دمت على طريقه تسعى لرضاه.. فنجاة موسى ليست قاصرة عليه إنما هي درس للأجيال المسلمة في الثقة في الله واليقين فيه .. ولنردد جميعا : كلا إن معي ربي سيهدين.. وهو حتما ناصرنا ومؤيدنا قال تعالى : وكان حقا علينا نصر المؤمنين.. إن جندنا هم الغالبون.. وإنه لهم المنصورون..