توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين يولدون مبكرًا، وحتى قبل أسبوعين فقط من موعد الولادة، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتوحد.

وقال الباحثون إن الدراسة، التي شملت أكثر من 4 ملايين شخص، تعطي تفاصيل أوضح حول المخاطر المرتبطة بدرجات مختلفة بالأطفال حديثي الولادة.

كما تشير إلى ارتفاع طفيف في انتشار مرض التوحد بين الأطفال الذين ولدوا قبل أسبوعين فقط من موعد استحقاقهم - وهو ما يسميه الأطباء "الفترة المبكرة"، وفقًا لوكالة "يو بي آي".

وقال الباحث الرئيسي الدكتور كيسي كرامب، إن "معظم الأطفال المولودين قبل الأوان يبلون بلاءً حسنًا". لكنه قال إن هذه الدراسة تعزز الدليل على أن الولادة المبكرة هي عامل خطر لمرض التوحد.

ووجد الباحثون أنه من بين الأشخاص الذين ولدوا لفترة كاملة - بين الأسبوعين 39 و 41 من الحمل - تم تشخيص 1.4 في المائة منهم مصابون بالتوحد.

بين الأشخاص الذين ولدوا في وقت مبكر، كانت هناك مجموعة من المخاطر. كان انتشار التوحد أعلى، بنسبة 6 في المائة، بين أولئك الذين ولدوا قبل الأوان للغاية - بين الأسبوعين 22 و 27 من الحمل - ولكنه ارتفع أيضًا بين أولئك الذين ولدوا قبل الأوان بشكل معتدل أو مبكر.

تتبع نمو الأطفال 

وقال كرامب إن الأطفال الذين ولدوا في وقت مبكر يجب أن يتم تتبع نموهم للوقوف على أي تأخير في أسرع وقت ممكن.

والتوحد هو اضطراب في الدماغ يصيب حوالي 1 من 54 طفلاً في الولايات المتحدة، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

ويختلف بشكل كبير من شخص لآخر. يعاني بعض الأطفال من مشاكل أكثر اعتدالًا في التنشئة الاجتماعية والتواصل، بينما يتأثر الآخرون بشدة - يتحدثون قليلاً، ولديهم سلوكيات متكررة. يعاني بعض الأطفال من إعاقات ذهنية، بينما يعاني البعض الآخر من معدل ذكاء أعلى من المتوسط.

قال الدكتور زساكيبا هندرسون، نائب رئيس الشؤون الطبية والصحية في منظمة (March of Dimes) غير الربحية، إن أسباب التوحد معقدة وغير مفهومة تمامًا.

لكنه شدد على أن معظم الخدج لا يصابون بالتوحد. وأضاف إن "هذه النتائج تؤكد أهمية بذل كل ما في وسعنا لمنع ولادة الأطفال مبكرًا"، موضحة أن ذلك يشمل تجنب الولادة المبكرة قبل الأسبوع التاسع والثلاثين ما لم يكن هناك سبب طبي.

قال كرامب إنه ليس من الواضح تمامًا لماذا يمكن أن تزيد الولادة المبكرة من خطر الإصابة بالتوحد. لكن الدراسات تظهر أن الأطفال حديثي الولادة يمكن أن يكون لديهم علامات الالتهاب على مستوى الجسم - وهي خاصية قد تستمر في مرحلة الطفولة.

اقرأ أيضا:

انتبه.. قلة النوم في منتصف العمر تؤثر على صحة الدماغ

التهاب الدماغ

وأضاف إن الالتهاب الذي يصيب الدماغ يمكن أن يكون إحدى الطرق التي تساهم بها الولادة المبكرة في التوحد.

تستند النتائج - التي نُشرت الأربعاء في مجلة طب الأطفال - إلى السجلات الصحية لأكثر من 4 ملايين شخص ولدوا في السويد بين عامي 1973 و 2013.

من بين المولودين مبكرًا، تم تشخيص 6.1 في المائة منهم بالتوحد في مرحلة ما. بالمقارنة مع 2.6 في المائة بين الأشخاص الذين ولدوا قبل الأوان بشكل معتدل، أو بين الأسبوعين 28 و 33 من الحمل، و1.9 في المائة بين أولئك الذين ولدوا قبل الأوان "متأخرًا" ، أو بين الأسبوعين 34 و36.

بين الأشخاص الذين ولدوا في الأسبوع السابع والثلاثين أو الثامن والثلاثين من الحمل - على المدى المبكر - كانت نسبة الإصابة بالتوحد 1.6 في المائة.

ساعدت قاعدة البيانات الضخمة للباحثين - كما قال كرامب - في حساب العوامل الوراثية والعائلية التي قد تؤثر على مخاطر التوحد.

ارتفاع مخاطر التوحد

ووجد الباحثون أن الولادة المبكرة كانت مرتبطة بارتفاع مخاطر التوحد.

قال كرامب: "هذا يشير إلى علاقة سببية".

كتبت الدكتورة إليزابيث ماكجوان، من مستشفى النساء والأطفال في رود آيلاند في بروفيدنس، افتتاحية نشرت مع الدراسة. وقالت: "تعطينا هذه الدراسة حسابًا جيدًا ونهائيًا لانتشار مرض التوحد عبر الولادة المبكرة".

وأضافت إنه من المهم للآباء وأطباء الأطفال أن يدركوا أن الولادة المبكرة هي عامل خطر لمرض التوحد. وأشارت إلى أن ذلك قد يدفع بالفحص المبكر عندما يظهر الطفل مشاكل في اللغة أو التطور الاجتماعي.

وافقت ماكجوان على أن النتائج لا ينبغي أن "تثير قلق" الآباء. لكنها قالت، إذا كانت لديهم أي مخاوف بشأن نمو أطفالهم، فلا ينبغي لهم التردد في التحدث إلى طبيب الأطفال.

قال هندرسون إن منع أكبر عدد ممكن من الولادات المبكرة أمر أساسي، لأن هؤلاء الأطفال لديهم مخاطر متزايدة من إعاقات النمو الأخرى، والحالات الصحية مثل الربو، ومشاكل السمع أو الرؤية.