من البديهي الإشارة إلي أن الفواكه تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن اللازمة لتمتع الجسم بالصحة والبنيان السليم وهذا يشجع الملايين علي الإكثار من تناول الفاكهة سواء في صورتها الطبيعية او تحويلها لعصير طبيعي أو صناعي بشكل يثير تساؤلات حول ما هو الافضل تناولها طبيعيىة أم علي شكل عصائر
العديد من الدراسات الطبية الحديثة تعتبر عصير الفاكهة صحي بشكل واسع خصوصا أن الفواكه مصدر جيد للفيتامينات والمعادن، ولكن ذلك قد لا يعود بالمنفعة بالنسبة للذين يعانون من ظروف صحية معينة.
وبحسب هذه الدراسات فالتفاح يعزز الهضم الجيد، ويساعد العنب البري في محاربة الجذور الحرة المدمرة للقنوات التي يمكن أن تؤدي إلى الأمراض، ويمكن أن يعزز الموز نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
فيما تحتوي الفاكهة على مجموعة من الفوائد الصحية المختلفة، فإن شرب عصير الفاكهة قد لا يكون بنفس القدر من الفائدة. حيث أوصيت العشرات من الدراسات بضرورة تناول الفاكهة الكاملة بدلا من عصيرها.
الدراسات أشارت كذلك إلي أنه عندما تأكل فاكهة كاملة، فإن الألياف الغذائية الموجودة في اللب والقشرة ترتبط بالسكر الطبيعي في الفاكهة أثناء انتقالها عبر الجهاز الهضمي. وهذا الإجراء الملزم يجعل الأمر أكثر صعوبة ويستغرق وقتا أطول لامتصاص الجسم للسكر. ونتيجة لذلك، يتراكم السكر من الفاكهة في دمك بمعدل أقل وأبطأ إذا أكلت الفاكهة كاملة مما شرب عصير الفاكهة مباشرة”.
وفي المقابل ، فإن شرب عصير الفاكهة مباشرة يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، مما يؤدي لاطلاق الجسم للانسولين بسرعة استجابة لارتفاع مستويات السكر في الدم ما يؤدي إلى تحويل كمية كبيرة من السكر في الدم إلى دهون وجليكوجين
ووفقا لهذا يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى انخفاض مفاجئ في نسبة السكر في الدم (ما لم تستهلك المزيد من الطعام)، ما يجعلك تشعر بالجوع مرة أخرى، و”الجوع سيجعلك تأكل المزيد”.
وباختصار، يؤدي شرب عصير الفاكهة النقي إلى تنظيم ضعيف لسكر الدم وبالتالي زيادة استهلاك السعرات الحرارية، مقارنة بتناول الفاكهة الكاملة.
الدراسات المحتلفة حددت طرقا للاستفادة الكاملة من وراء تناول الفاكهة كعصائر : “إذا كنت ترغب في شرب العصير، فإن الفكرة الجيدة هي أن تقوم بعصر فواكه كاملة في المنزل. وبهذه الطريقة تحصل على كل الألياف الإضافية والمواد المغذية من قشر الفاكهة من دون إضافة سكر”.
بل أن هذه الدراسات اشارت إلي أن معظم مرضى السكري من النوع الثاني ينتاولون الكثير من عصير الفاكهة معتقدين أنهم يتخذون خيارات صحية، حيث أنهم في الواقع يتسببون في ضرر أنفسهم بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم.
وهذا الأمر الخطير يعود إلي أن السكريات الموجودة في الفاكهة والخضروات يتم إطلاقها عند عصرها أو مزجها، ما يجعلها سكريات حرة (جميع أحادي السكاريد وثنائي السكاريد التي تتم إضافتها للأطعمة من قِبل الشركة المصنعة أو الطهاة أو المستهلك، بالإضافة إلى السكريات الموجودة طبيعيا في العسل والشراب وعصير الفاكهة فضلا عن ارتفاع مستويات السكر في الدم، قد يؤدي عصير الفاكهة إلى إتلاف أسنانك)”.
وفي هذا السياق أوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية الأمريكية أنه : “بمجرد إفراز هذه السكريات يمكن أن تلحق الضرر بأسنانك، خاصة إذا كنت تشرب العصائر بشكل متكرر. والسكريات الموجودة بشكل طبيعي في الفاكهة والخضروات الكاملة هي أقل عرضة للتسبب في تسوس الأسنان لأن السكر موجود داخل بنية الفاكهة. ومن الأفضل شرب العصائر مع الوجبة لأن ذلك يساعد على تقليل الضرر الذي يلحق بأسنانك”.
اقرأ أيضا:
انتبه.. قلة النوم في منتصف العمر تؤثر على صحة الدماغومن هنا خلصت عشرات الدراسات إلي أن تناول حبة من الفواكه أكثر إفادة من عصيرها لأنها تكون غنية بالألياف. فهذه الأخيرة تساهم في مدنا بشعور الشبع لأنها تبطئ عملية الهضم. كما أنها تخفف من كمية السكر التي تتضاعف في العصائر. فأن نتناول تفاحة كاملة مثلا والتي يبلغ وزنها عادة 150 جراما يعود إليك بنسبة 17 جراما من السكر ما يوازي قطعتي سكر مصنعةفيما تتضاعف هذه الكمية فيما لو تناولت عصير التفاح والذي يتطلب منك عصر أكثر من حبة منها ليؤلف محتوى كوب عصير كامل.