يعيش المسلم في هذه الحياة وقلبه معلق بالله تعالى لا يرجو سواه كل همه رضا الله تعالى لكنه ومع هذا كله قد تغب عليه شقوته ويعتريه ضعفه فيقع في المحظور شرعا وهو إن لم يستدرك نفسه تعرض لسخط الله.
التوبة طريقك لرضا الله:
وسخط الله تعالى يعني عدم رضاه عما يكتسبه المسلم ولذا فهي نذير شر والمسلم الواعي هو من يتدارك نفسه بالتوبة والبعد عما حرم الله فإن كان كل عباد الله يخطئون إلا من عصمه الله فخير الخطائين التوابون كما جاء في الحديث.
فالتوبة إذا هي إعلام وإعلان لتصحيح المسار إلى الله وتحسين الخطوات واكتساب الطاعات وتجديد العهد مع الله بترك ما يسخطه وجلب ما يرضى عنه ربنا.
علامات سخط الله:
ولسخط الله تعالى علامات كما ان لرضاه علامات فمن علامات سخط الله تعالى اتصاف العبد بالكفر والظلم والقتل العمد والطغيان، وترك الواجبات الشرعية، فقد جاء في شرح كتاب التوحيد لابن خزيمة للشيخ محمد حسن عبد الغفار: إن أكبر وأعظم الأسباب التي تجر إلى غضب الله: الكفر بالله والشرك به، وأظلم الظلم أن يشرك العبد بربه جل في علاه، وأن يصرف العبد العبادة لغير الله، وهو الذي يستحق هذه العبادة، والدليل قوله تعالى: (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة:254]، وقوله: عن الذين يقتلون الأنبياء ويكفرون بالله: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [البقرة:61]، فهذه الآية أثبتت أن الله غضب عليهم، وقال الله تعالى عن قوم عاد: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الأعراف:70]، فأمر الله نبيه أن يقول لهم: {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ} [الأعراف:71]، وذلك لأنكم تسوون بين هذه الأسماء والأصنام وبين الله جل في علاه.
أيضا من علامات سخط الله تعالى على عباده أن يرزقه النعم، ويحرمه شكرها، قال تعالى: وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ {الأعراف:182/183}، وفي الحديث: إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ. رواه أحمد.