حذرت دراسة حديثة من أن الأبناء لآباء يشربون الخمر بكثرة معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية والإصابات الخطيرة أو الأمراض والسلوك الإجرامي.

وفي مراجعة بيانات 91 دراسة، 79 منها ركزت على آثار شرب الوالدين المفرط على الأطفال، توصل تحليل نشرته مجلة "الدراسات حول الكحول والمخدرات" إلى أن أنسل الآباء الذين يستهلكون كميات كبيرة من الكحول هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة العقلية.

قال الباحثون إن الأطفال الذين تشرب أمهاتهم بكثرة معرضون أيضًا لخطر الإصابة باضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب والحالات المرتبطة بالتوتر مثل القلق واضطراب الوسواس القهري، بالإضافة إلى اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

تشير العديد من الدراسات أيضًا إلى أن أطفال الآباء الذين يشربون الخمر بكثرة هم أكثر عرضة للانخراط في نشاط إجرامي، ويواجهون صعوبة في العثور على عمل مع تقدمهم في السن ويصبحون ضحايا لجرائم عنيفة، وفقًا للباحثين.

آثار شرب الكحول على الأبناء

كتب الباحثون من جامعة "آرهوس" في الدنمارك وفقًا لوكالة "يو بي آي": "خلال السنوات العشر الماضية، كان هناك توسع في الأبحاث حول العواقب التي تتجاوز الشخص الذي يشرب الخمر".

وقالوا: "بالرغم من أن بعض الدراسات تظهر أن الأذى بسبب شرب الغرباء قد يكون أكثر انتشارًا، إلا أن الأضرار التي تسببها العلاقات الوثيقة، مثل أفراد الأسرة والأصدقاء، قد تكون أكثر خطورة ومقلقة".

ويعيش حوالي واحد من كل خمسة أطفال في الولايات المتحدة مع قريب مدمن على الكحول، وفقًا لتقديرات الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين.

وكان هناك رابط بين النشأة في مثل هذه البيئة وزيادة مخاطر المشاكل العاطفية وكذلك اضطراب تعاطي الكحول أو الشرب غير الصحي، وفقًا للأكاديمية.

قال الباحثون إن معظم الدراسات حول الضرر الذي يمكن أن يسببه الشرب لأفراد الأسرة اعتمدت على الدراسات الاستقصائية.

وهذا يعني أنهم يعتمدون على الوالدين للإبلاغ عن أي أضرار تلحق بالأطفال أنفسهم، وقد يكون هؤلاء الآباء، في الواقع، لا يبلغون عن الأضرار التي تحدث للأطفال داخل المنزل، على حد قولهم.

ومع ذلك، فإن 91 دراسة متضمنة في هذا التحليل صُممت لتقييم آثار استهلاك الوالدين للكحول على الأطفال بناءً على سجلات المستشفى وغيرها من السجلات المركزية، ما يسمى بالدراسات القائمة على التسجيل، وفقًا للباحثين.

وقال الباحثون إن هذا سمح بتقييم "نتائج أكثر خطورة واستمرارية ونادرة" من الولادة وحتى المراهقة وما بعدها.

أضرار الكحول للآخرين

واستنادا إلى نتائج الدراسات المشمولة، فإن أطفال الآباء الذين يشربون الخمر بكثرة يعانون من مجموعة من النتائج السيئة، تسمى "أضرار الكحول للآخرين"، على حد قولهم.

وتشمل هذه اضطرابات الصحة العقلية في الطفولة والرضع والأطفال وإدانتهم لاحقًا بارتكاب جريمة. ووفقًا للباحثين، من المرجح أيضًا أن يكون الأطفال أقل تحصيلًا أكاديميًا، وأن يتعرضوا لسوء المعاملة أو الإهمال ويتم وضعهم في رعاية التبني.

وكتبوا أن "نتائج المراجعة الحالية تتوافق بشكل عام مع المراجعات السابقة للدراسات التي لا تستند إلى سجلات، والتي تظهر زيادة المشكلات النفسية والاجتماعية بين الأطفال المعرضين لتعاطي الوالدين للمواد الكحولية".