لاشك أن أفضل وأعظم نعمة من الممكن أن يكون منحها الله عز وجل للعبد، هو أن يرزقه وقت البلاء هي "السكينة" !.. فلو أن الله عز وجل أنزل هذه السكينة في قلبك ستعرف حينها لاشك كيف تتعامل مع البلاء بالشكل المطلوب !.. وهنا عليك أن تعي جيدًا أن مع السكينة يأتي: الصبر ، والرضا ، والاحتساب ، والتوكل ، وحسن الظن ! .
بينما على العكس ، فإن الخوف والتوتر "لعنة" !! أحيانا تكون أسوأ من البلاء نفسه !! .. فمع الخوف والقلق سهل جدا أن يأتي: السخط ، والجزع ، وسوء الظن ، وعدم الرضا ! .. لهذا.. ستجد دومًا الله عز وجل يذكر في القرآن الكريم فضله ومنّه على المؤمنين بإنزال نعمة "السكينة" على قلوبهم وقت البلاء، قال تعالى: ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤمِنِينَ لِيَزدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِم).
ذهاب الوجع والخوف
السكينة هي ذهاب الوجع والخوف والقلق والتوتر مهما كان، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في هجرته، يخاف عليه صديقه الصدوق سيدنا أبي بكر، فينزل الله عز وجل قوله تعالى: ( إِذ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَم تَرَوْهَا) ، كأنه يريد أن يقول إن من يكون معه الله لا يصح أبدًا أن يحزن أو يقلق أبدًا.
ليس هذا فحسب وإنما أيضًا حينما بايع الصحابة الكرام، رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، فينزل الله عز وجل قوله تعالى: ( لَقَد رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤمِنِينَ إِذ يُبَايِعُونَكَ تَحتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيهِم وَأَثَابَهُم فَتحًا قَرِيبًا ) ، كأنه يربط بين السكينة وبين التوافق بين المؤمنين، فكأنما هي دعوة لأن يجتمع المسلمين على قلب رجل واحد ، حينها تتنزل عليهم السكينة أي الطمأنينة، ومن ثم النجاح والنصر والتوفيق في كل شيء، قال تعالى يوضح ذلك: ( ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤمِنِينَ) .
اقرأ أيضا:
كل الأخطاء مغفورة عند الله.. إلا هذا الذنبالسكينة من الله
كل ما سبق يؤكد أهمية أن نبتهل إلى الله عز وجل نطلب منه أن يرزقنا ويمنحنا السكينة، فاللهم أنزل على قلوبنا السكينة حتى تأذن لنا بالفرج يارب العالمين، فالسكينة هي علامة اليقين والثقة برب العالمين، تثمر الخشوع وتجلب الطمأنينة، وتلبس صاحبها ثوب الوقار في المواقف التي قد تنخلع فيها القلوب وتطير فيها العقول، انظر يوم الهجرة وقول أبي بكر رضي الله عنه: "لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا". والنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يجيبه: «ما بالك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا».